ويصون ماله. وإذا أراد البذل والعطاء فلينفق من معه ، لا من مع اليتيم).
الثالثة : أن تكون اسما لا ظرفية معه ، ومعناها : «جميع» أى : «كلّ» وتدل على مجرد اصطحاب اثنين ـ أو أكثر ـ واجتماعهما فى وقت واحد ، أو وقت متعدد ، وفى هذه الحالة تكون معربة ، منصوبة ، منونة على أنها حال ، أو : خبر ، وهى فى الصورتين مؤولة بالمشتق ، ومفردة : (أى : لاحظّ لها من الإضافة مطلقا (١)) وكذلك لاحظّ لها من الدلالة على اتحاد فى الزمان أو المكان بعد أن تجردت للاسمية المحضة ، إلا بقرينة (٢) ؛ فمثالها حالا للمثنى : أقبل الزعيمان معا ؛ وقول الشاعر :
فلما تفرقنا كأنى ومالكا |
|
ـ لطول اجتماع (٣) ـ لم نبت ليلة معا |
ومثالها حالا لجماعة الذكور :
وأفنى رجالى فبادوا معا |
|
فأصبح قلبى بهم مستفزّ (٤) |
ومثالها حالا لجماعة الإناث : إذا حنّت (٥) الأولى سجعن (٦) لها معا (٧) ...
__________________
(١) تلزم إضافة الظرف : (مع) حين يذكر قبله أحد المصطحبين ، نحو : كنت مع الأخ أقرأ. فإن سبقه المصطحبان لم يبق ما يضاف إليه ؛ فينصب منونا. نحو : سار القائد والجيش معا.
(٢) انظر «ا» من الزيادة.
(٣) اللام هنا بمعنى : «مع» أو : «بعد». ـ كما سبقت الإشارة فى ج ٢ باب : «حروف الجر» ، م ٩٠ ص ٣٧١ ـ
(٤) استفزه الأمر : أزعجه.
(٥) الكلام عن الحمام. حنت الحمامة ، أى : ترنمت بصوت فيه رقة وحنان.
(٦) اشتركن فى الترنيم بقوة وتوال.
(٧) ومن أمثلتها حالا لجماعة الإناث قول الشاعر فى وصف إبل :
لا ترتجى حين تلاقى الذائدا |
|
أسبعة لاقت معا ، أم واحدا |
فكلمة : «معا» حال من فاعل الفعل «لاقى» وهو ضمير مستتر تقديره : «هى» يعود على «الإبل» التى تدل على جماعة. فالضمير عائد على جماعة مؤنثة. ومعنى «لا ترتجى» : لا تخاف. فالرجا معناه الخوف بشرط أن يسبقه نفى ، كما جاء فى كتاب معانى القرآن للفراء ص ٢٨.