للجملة بنوعيها أيضا. وإذا أضيف للجملة كان مقصورا على بداية الغاية الزمانية دون المكانية ؛ إذ الأرجح أن الظروف المكانية لا يضاف منها شىء للجملة إلا : «حيث» ـ كما سبق (١) ـ. فمن أمثلة إضافته للجملة الفعلية قول الشاعر :
صريع غوان راقهنّ ورقنه |
|
لدن (٢) شبّ ، حتّى شاب سود الذوائب |
ومثال الاسمية : وتذكر نعماه لدن أنت يافع ...
وعلى هذا يكون المضاف إليه بعد «لدن» مجرورا لفظا إن كان اسما معربا ، ومجرورا محلا إن كان اسما مبنيّا أو جملة.
أما «عند» فلا يضاف للجملة ، فالمضاف إليه بعده مجرور لفظا إن كان اسما معربا ، ومحلا إن كان مبنيّا.
الخامس : أن «لدن» قد يستعمل مفردا (٣) مع ظرفيته ؛ بشرط أن يقع بعده كلمة ؛ «غدوة» ـ من غير فاصل بينهما ـ منصوبة ، أو مرفوعة نحو : مكثت هنا لدن غدوة حتى الغروب. فالنصب على اعتبارها خبرا لكان المحذوفة مع اسمها ، والتقدير : لدن كان الوقت غدوة ... والرفع على أنها فاعل لكان التامة المحذوفة التى معناها : ظهر «ووجد» ؛ والتقدير : لدن كانت غدوة ، أى : ظهرت غدوة ووجدت. وعلى هذين الإعرابين يكون الظرف «لدن» مضافا للجملة تقديرا. وليس مفردا. أما على إعراب : «غدوة» المنصوبة تمييزا ، سماعيّا ، صاحبه «لدن» المفرد ، أو منصوبة على «التشبيه بالمفعول به» (٤) فلا يكون «لدن» مضافا على الصحيح. والأخذ
__________________
(١) فى رقم ٤ من هامش ص ٧٨.
(٢) الظرف «لدن» تنازعه ثلاثة عوامل : هى : صريع ـ الفعل : «راق» الأول ـ الفعل : راق ، الثانى.
(٣) أى : غير مضاف لفظا ولا معنى.
(٤) يقولون فى هذا الإعراب كلاما يجدر بنا إهماله ، وعدم التعويل عليه ، هو : أن «لدن» فى آخرها نون ساكنة ، قبلها دال تفتح ، أو تضم ، أو تكسر ، وقد تحذف نونها ؛ فحرف الدال فى ضبطه المتعدد شابه الحركات الإعرابية فى التبدل. وكذلك شابهت النون التنوين ؛ من جهة جواز حذفها ؛ فصارت : «لدن غدوة» فى اللفظ مثل : راقود خلا ؛ فنصب «غدوة» على التمييز المفرد ب «لدن» مثل نصب كلمة : «خلّا» براقود. أما نصبه على التشبيه بالمفعول به فلأنه عندهم مثل : أنا ـ