نعتا (١) ، أو حالا.
* * *
لدن (٢) ، وعند (٣) ـ ظرفان مبهمان ، ملازمان فى أكثر حالاتهما للإضافة لفظا ومعنى معا.
وفائدتهما : الدلالة على مبدأ الغاية (٤) الزمانية أو المكانيّة ؛ نحو :
__________________
(١) فى الرأى الشائع فيه ، دون رأى آخر.
(٢) فيه لغات كثيرة ، فيكون على وزن : عضد ـ جير ـ وبيد ـ وقلت ... و ... وقد تحذف نونه ويصير على وزن : هل ـ أو قل ـ أو : عل ... و ... ويحسن ـ اليوم ـ الاقتصار على الأكثر شيوعا ؛ كالأولى ، وما عداها نستعين به على فهم ما ورد منه فى النصوص العربية القديمة.
وإذا أضيف بعد حذف نونه وجب إرجاع النون.
(٣) سبقت الإشارة لهذين الظرفين بمناسبة أخرى فى باب الظروف (ج ٢ ص ٢٣١ م ٨٩) وتركنا هنا بعض ما سجلناه هناك ؛ اكتفاء بما سبق.
(٤) لإيضاح معنى «الغاية الزمانية والمكانية» نسوق بعض الأمثلة التى توضحها ، منبهين إلى أن الغاية لها معان أخرى تختلف باختلاف الموضوعات ، وتذكر فى مناسباتها (كما سجلنا هذا فى ج ٢ ص ٢٣١ م ٧٩ من الطبعة الأخيرة ، وكما سيجىء فى هامش ص ١٤١ حيث أوضحنا معنى «الغاية» هناك بما يناسب الموضوع).
ا ـ فى مثل : سافرت من لدن بيتنا إلى الضاحية ، تشتمل الجملة على الفعل : «سافر» ، والسفر يقتضى الانتقال من مكان إلى آخر. فلابد لتحققه من نقطة مكانية معينة يبتدئ منها السفر ، وأخرى ينته إليها. أى : لابد له من مكان ابتداء ، ومكان انتهاء ، محددين ، مضبوطين كالمذكورين هنا ، وهما : البيت والضاحية ، وبين نقطتى الابتداء والانتهاء مسافة محصورة بينهما ، لا محالة. ويطلق على مجموع الثلاثة اسم اصطلاحى ، هو : «الغاية المكانية» أى : «المسافة المكانية» أو «المقدار المكانى» ، وهى تشمل كما نرى مكانا محدودا ، محصورا ، له بداية ونهاية معينتان ، ومسافة تصل هذه بتلك. وقد دخل لفظ «لدن» على كلمة هى بداية الغاية ؛ فدخوله على هذه الكلمة ـ وعلى نظائرها ـ يرشد إلى أنها أول جزء من أجزاء الغاية ، أو أنها نقطة البداية.
ولو قلت : سافرت من لدن الصبح إلى العصر ، لدل الفعل : «سافر» على أن السفر استغرق زمنا محددا معينا ، له بداية معروفة ، ونهاية زمنية معروفة كذلك ؛ فله نقطتان ـ إحداهما للابتداء ، والأخرى للانتهاء ـ زمنيتان مضبوطتان ، وينحصر بينهما مقدار زمنى يصلهما. ويتكون من مجموع الثلاثة (أى : من نقطة البداية ، ونقطة النهاية ، وما بينهما) ما يسمى فى الاصطلاح : «الغاية الزمانية» بمعنى : «المقدار الزمانى». ودخول لفظ : «لدن» على الكلمة التى بعده يرشد إلى أن هذه الكلمة نفسها هى نقطة البداية ؛ أى : أول جزء من أجزاء الغاية.
لكن قد يخطر على البال السؤال الآتى : إذا كان لفظ «لدن» للدلالة على بداية الغاية فما الداعى ـ