إعدادات
النّحو الوافي [ ج ٢ ]
النّحو الوافي [ ج ٢ ]
تحمیل
زيادة وتفصيل :
(ا) إذا كان الحرف : «ربّ» شبيها بالزائد (١) فمن الواجب أن يكون للاسم النكرة المجرور به ناحيتان ، ناحية الجر لفظا ، وناحية الإعراب محلا ؛ فيكون مجرورا فى محل رفع ، أو محل نصب على حسب حاجة الجملة ، ويعامل بما يعامل به عند عدم وجودها. ففى مثل : ربّ زائر كريم أقبل ـ تعرب كلمة : «زائر» مجرورة بربّ لفظا ، فى محل رفع : لأنها مبتدأ. وفى مثل : رب زميل وديع صاحبت ، تعرب كلمة : «زميل» مجرورة لفظا فى محل نصب ، لأنها مفعول به للفعل : «صاحبت». وفى مثل : رب مساعدة خفية ساعدت ، تعرب كلمة : «مساعدة» مجرورة لفظا فى محل نصب ؛ لأنها مفعول مطلق. وفى مثل : رب ليلة مقمرة سهرت مع رفاقى ، تعرب كلمة : «ليلة» مجرورة لفظا فى محل نصب ؛ لأنها ظرف زمان ... و... وهكذا ...
وخير مرشد لمعرفة المحل الإعرابى للاسم المجرور بها هو ما قلناه من تخيل عدم وجود «ربّ» ، وإعراب المجرور بها بما يستحقه عند فقدها ...
ويترتب على ما سبق من جر النكرة لفظا بها واعتبارها فى محل رفع أو نصب أن التابع لهذه النكرة (من نعت ، أو : عطف ، أو : توكيد ، أو : بدل) يجوز فيه الأمران ، مراعاة لفظ النكرة ، أو مراعاة المحل ، ففى مثل : رب زائر كريم
__________________
(١) هذا رأى أكثرية النحاة من أهل التحقيق. وخالف فيه غيرهم ـ كما أشرنا فى رقم ١ من هامش ص ٤٨٥ ـ ومن هذه الأكثرية المحققة «الخضرى» أحد نحاة القرن الثانى عشر الهجرى ، وصاحب الحاشية المشهورة على ابن عقيل ، وآخر أصحاب الحواشى على شرح : «ألفية ابن مالك» وغيرها حتى عصرنا هذا. وقد اطلع ـ بلا شك ـ على الآراء المخالفة ، ولم يعتدّ بها حين رأى شرح ابن عقيل فى أول باب حروف الجر ينص على أن الحرف : «لعل» حرف جر زائد ؛ فاستدرك الخضرى مصححا ومصرحا بما نصه :
(صوابه : شبيه بالزائد. ومثلها «لو لا» و «رب» ؛ لأن الزائد لا يفيد شيئا غير التوكيد ؛ وهذه ـ الحروف ـ تفيد الترجى ، والامتناع ، والتقليل. وإنما أشبهت الزائد فى أنها لا تتعلق بشىء ... اه) وهذا نص واضح المرمى. وله صلة أيضا بما سيجىء فى هذه الزيادة والتفصيل ...