أقبل ، يجوز فى كلمة : «كريم» الجر والرفع. وفى مثل : رب زميل وديع صاحبت ، يجوز فى كلمة : «وديع» الجر والنصب ... وهكذا.
ولا يتغير الحكم لو جاء تابع آخر ـ كالعطف ـ فقلنا : رب زائر كريم وسائح هنا ، فيجوز فى كلمة : «سائح» المعطوفة ، الأمران الجائزان فى المعطوف عليه ... ويجوز أن يكون المعطوف هنا معرفة ، نحو : رب زائر كريم وأخيه أقبلا ، مع أن المعطوف فى حكم المعطوف عليه ، فهو بمنزلة الاسم الذى دخلت عليه «رب» فحقه أن يكون نكرة كمجرورها ، إلا أن الأساليب العربية الفصحى تدل على أنه قد يجوز فى التابع ما لا يجوز فى المتبوع ، وهذا معنى قول النحاة : قد يغتفر فى الثوانى ما لا يغتفر فى الأوائل (١).
(ب) إذا دخل الحرف : «رب» على الجمل بنوعيها (٢) ، وهو مكفوف ـ بسبب اتصاله «بما» الكافة ـ فإن معناه يبقى على حاله من إفادة التكثير أو التقليل على حسب القرائن (كما أشرنا من قبل) (٣) ، ولكن التكثير أو التقليل فى هذه الحالة يكون منصبّا على النسبة التى فى الجملة ، وهى النسبة الدائرة بين طرفيها ؛ ففى مثل : ربما أتى الغائب ، أو ربما الغائب آت يكون التقليل والتكثير واقعا على نسبة الإتيان للغائب. وقيل : إن معنى «رب» المكفوفة ، هو : التحقيق.
* * *
__________________
(١) تكررت الإشارة لهذا فى أبواب مختلفة ، ولا سيما باب الاستثناء ، عند الكلام على حكم المستثنى بإلا إذا كان تاما غير موجب ـ ص ٣١١ وفى رقم ١ من هامش ٦٧.
(٢) انظر حكم دخولها على الجملة الاسمية والمضارعية فى رقم ٥ من ص ٤٨٥.
(٣) فى ص ٤٨٢ وفى رقم ٣ من هامش ص ٤٨٥.