نام ليله قريرا ، ثم أفاق على همّ وبلاء ، ونحو : بل حزين قد تأسّى (١) بحزين. أى : رب جانب ... ـ رب حزين قضى الليل ... ـ رب مبتهج ... ـ ربّ حزين قد تأسى ...
وكل حرف من هذه الثلاثة يسمى : العوض عن : «رب» (٢) ؛ أو النائب عنها ؛ لأنه يدل عليها ، وهو مبنى لا محل له من الإعراب ؛ والاسم المجرور بعده ، مجرور بربّ المحذوفة (٣). وليس مجرورا فى الصحيح بالعوض عنها أو النائب (٤).
* * *
__________________
(١) تسلى.
(٢) فعند الإعراب يقال : الواو ، واو «رب» ـ الفاء : فاء رب ـ بل : بل رب. أو يقال فى كل واحد إنه نائب عن : رب.
(٣) ويقول ابن مالك فى زيادة : «ما» بعد : «من» ، و «عن» و «الباء» وأن هذه الزيادة لا تعوقها عن العمل ـ كما شرحنا عند الكلام على كلّ :
وبعد «من» ، و «عن» ، و «باء» زيد «ما» |
|
فلم يعق عن عمل قد علما |
وقد تقدم هذا البيت ـ فى ص ٤٧٦ عند الكلام على «من» و «عن» و «الباء» للمناسبة الخاصة بكل. ويقول فى زيادتها بعد «رب» و «الكاف» ، وأنها قد تكفهما أو لا تكفهما :
وزيد بعد «ربّ» و «الكاف» فكفّ |
|
وقد يليهما ، وجرّ لم يكفّ |
ـ وقد سبق البيت فى هامش ص ٤٧٨ ـ ثم يقول فى حذف : «رب» بعد الحروف الثلاثة :
وحذفت «ربّ» ، فجرّت بعد : «بل» |
|
و «الفا» وبعد : «الواو» شاع ذا العمل |
(٤) رأى سيبويه أن الجر برب المحذوفة. أما الواو ، وثم ، وبل ، فحروف عطف مهملة هنا لا تعمل شيئا ، مع أنها نائبة عن : «رب» ودالة عليها. وكثير من النحاة يقول : إن العمل هو للحرف النائب وليس للمحذوف (راجع المفصل ج ٢ ص ١١٧ باب الإضافة) وهذا الخلاف شكل محض لا أثر له.