الاستعمال ؛ نحو أقسم إن الحرية لغالية ـ أشهد إنّ الوطن لعزيز. أى : أقسم بالله ـ أشهد بالله ـ ومنه قول الشاعر :
فأقسم ما تركى عتابك عن قلى |
|
ولكن لعلمى أنه غير نافع |
(و) ما نوع «اللام» فى مثل : والله لئن أخلصت لى لأخلصنّ لك؟ وهى «اللام» التى قبلها قسم ، وبعدها أداة شرط ؛ كالمثال السابق وأشباهه ، والتى سبقت فى : «د»؟
يسميها بعض النحاة «لام الشرط» ، ويسميها آخرون : «اللام الموطّئة» للقسم ؛ أى : الممهدة له ، لأنها التى تهيئ الذهن لمعرفته. وتدل على أن الجملة المتأخرة المصدّرة بلام أخرى ، هى جواب للقسم وليست جوابا للشرط. فاللام الأولى «الموطّئة» هى التى أعلمت بذلك ، وبينت أن اللام الثانية هى «اللام» الداخلة على جواب القسم ، وأن الجملة بعد هذه اللام الثانية هى جملة جواب القسم. ولا يصح أن تكون «اللام» الأولى وما دخلت عليه جوابا للقسم ؛ لأن القسم ـ كما أسلفنا (١) ـ لا يكون جوابه جملة شرطية ، ولا جملة قسمية. ويجب التنبه إلى الفرق بين «لام القسم» ، و «لام الابتداء» ، وقد أوضحناه فى مكانه المناسب من الجزء الأول عند الكلام على : «لام الابتداء» (٢).
وحين يجتمع أداتا قسم وشرط فالجواب يكون ـ فى الأغلب ـ للمتقدم منهما (٣). أما المتأخر فيحذف جوابه ؛ لوجود الجواب السابق الذى يدل عليه. وبسبب أن الجواب ـ فى الأغلب ـ للمتقدم لم تحذف النونان فى المضارع من قوله تعالى : (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ ، وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ.) وهو السبب ـ أيضا ـ فى عدم مجىء الفاء قبل «إنّ» فى قول الشاعر :
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إننى |
|
إلى الجهل (٤) فى بعض الأحايين أحوج |
__________________
(١) فى رقم ٢ من هامش ص ٤٦٠.
(٢) ص ٥٩٨ وهامشها م ٥٣.
(٣) هذا هو الأغلب. والتفصيل المناسب لهذه المسألة مدون فى البحث الخاص بها ؛ وهو : بحث اجتماع الشرط والقسم ـ ج ٤ باب الجوازم ـ ص ٣٦٢ م ١٥٨.
(٤) الغضب والانتقام. وسيعاد البيت فى الجزء الرابع فى الموضع السالف من الجوازم.