(ح) قد تتكرر أداة القسم ـ ومعها مجرورها ـ ، مبالغة فى التأكيد. غير أن المستحسن ألّا يتكرر حرف من حرف القسم إلا بعد استيفاء الأول جملة جوابه ، نحو : بالله لأطيعن الوالدين ، بالله لأطيعنهما ، والله لأطيعنهما (١) ...
(د) تحذف جملة القسم وجوبا إن كان حرف القسم «الواو» ، أو : «التاء» ، أو : «اللام» (٢). وجوازا إن كان حرف القسم الباء ـ كما سبق عند الكلام على الحروف الأربعة (٣) ـ ومن أوضح الدلائل المرشدة إلى جملة قسمية محذوفة ، (ومعها أداة القسم) وجود واحد من الألفاظ الآتية بعدها ؛ وهى : (لقد ـ لئن (٤) ـ المضارع المبدوء باللام المفتوحة المختوم بنون التوكيد). فإن وجد أحد هذه الثلاثة بغير أن يسبقه جملة قسم فهى ـ مع القسم وأداته ـ مقدرة قبله ، ومن الأمثلة قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ ...،) أى : أقسم بالله لقد صدقكم الله وعده (٥). ومثله قوله تعالى : (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ،) وقوله تعالى : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً ...) وهذه اللام المفتوحة فى المواضع السالفة هى الداخلة على الجواب بعد حذف جملة القسم ، وأداته. ولا يصح فيها ، وفى أمثالها أن تكون لام ابتداء أو غيره ؛ لأن أنواع اللام الأخرى لها مواضع محدودة معينة ، ليس منها هذه.
(ه) يجوز أن تحذف أداة القسم وحدها مع بقاء الاسم المجرور بها على حاله ، بشرط أن يكون لفظ الجلالة (الله) طبقا للرأى الأرجح (٦) مثل : الله لأساعدنّ الضعيف ، أى : والله .. ويجوز حذف أداة القسم والمقسم به معا لوضوحهما بكثرة
__________________
(١) يصح ذكر الجملة الواقعة بعد القسم المقصود به التوكيد اللفظى. على اعتبارها توكيدا أيضا للجملة الجوابية الأولى ، ويصح حذفها لعدم الحاجة إلى استخدامها توكيدا لفظيا ؛ فهى مختلفة عن الجمل الجوابية الأخرى التى يجب حذفها.
(٢) وكذا : «من» عند من يعتبرونها أداة قسم ، كما فى ص ٤٣٠.
(٣) فى ص ٤٣٠ و ٤٤١ و ٤٥٢.
(٤) انظر «و» الآتية.
(٥) ومن هذا قول الشاعر :
إذا اغرورقت عيناى قال صحابتى |
|
لقد أولعت عيناه بالهملان |
(٦) وهو رأى سيبويه ومن وافقه. (وسيأتى فى رقم ١ من ص ٤٩٢).