ويجوز الاقتصار على أحدهما ؛ نحو : والله إن عنوان المرء عمله ، أو : والله
لعنوان المرء عمله. ولا يستحسن التجرّد من إحداهما إلا إذا طال القسم ، بأن ذكر
معه تابع له ، أو : شىء آخر يتصل به ؛ نحو : بالله الذى لا إله سواه ، الرجوع إلى
الحق خير من التمادى فى الباطل. وقول الشاعر :
وربّ السموات
العلا وبروجها
|
|
والأرض وما
فيها ـ المقدر كائن
|
ولا يصح اقتران
الجملة الاسمية الجوابية بالحرف : «إنّ» إذا كانت هذه الجملة مصدرة بحرف ناسخ من
أخوات «إن» : كقولهم فى وجه جميل : والله لكأن جماله يقتاد العيون قسرا إليه ؛ فما
تستطيع عنه تحولا.
فإن كان الجواب
جملة اسمية منفية لم يزد عليه إلا أداة النفى فى أوله وهى إحدى الحروف الثلاثة
السالفة (ما ـ لا ـ إن) ، نحو : والله ما هذه الدنيا بدار قرار ـ بالله لا المال
ولا الجاه بنافع إلا بسياج من الفضيلة ... ـ والله إن هذه الدنيا بدار قرار ...
مما سبق يتبين
أن الجواب المنفى ، فى جميع أحواله لا يتطلب زيادة شىء إلا أداة النفى قبله ، مع
اشتراط أن تكون إحدى الأدوات الثلاث ، سواء أكان الجواب جملة فعلية ماضوية ، أم مضارعية ،
أم جملة اسمية.
«ملاحظة» :
قد يكون الكلام
مشتملا على جملة قسمية ، ظاهرها مثبت ، ولكن معناها منفىّ ، وجواب القسم جملة
فعليّة ماضوية لفظا ، مستقبلة معنى ، مصدرة «بإلّا» أو : «لمّا» التى بمعناها ،
نحو : سألتك بالله إلا نصرت المظلوم ـ بالله ربّك لما قلت الحق .. وأمثال هذا مما
يعدّ نوعا خاصّا من «الاستثناء المفرغ ...» (وقد سبق بيان هذا النوع ، وتفصيل
الكلام ـ بإسهاب ـ على معناه ، وحكمه ، وطريقة إعرابه)
(ب) قد يقع
القسم بين أداتى نفى ، بقصد تأكيد النفى فى المحلوف عليه ؛ كقول الشاعر :
أخلّاى ، لا
تنسوا مواثيق بيننا
|
|
فإنى لا ـ والله
ـ ما زلت ذاكرا
|
__________________