صلتهما جاز حذف «الباء» وذكرها إلا فى الرأى الذى يوجب هنا ذكرها قبل «أنّ» المشددة ومعموليها ، وهو رأى يفرق بينهما فى هذه الصورة وحدها من غير داع ـ كما أشرنا (١) ـ.
* * *
وكذلك تزاد وجوبا فى مثل : «جاء القوم بأجمعهم» ـ بفتح الميم أو ضمها ـ فكلمة : «أجمع» هذه من ألفاظ التوكيد القليلة ، ولا بد أن تضاف إلى ضمير المؤكّد ، وأن تسبقها «الباء» الزائدة الجارة. وهى زائدة لازمة لا تفارقها. وتعرب كلمة : «أجمع» توكيدا مجرور اللفظ وله محل إعرابى على حسب الجملة ـ (كما سيجىء فى ج ٣).
اتصال ما «الزائدة بالباء» :
يصح زيادة : «ما» بعد «باء» الجر ؛ فلا يؤثر هذا الحرف الزائد فى معناها ، ولا فى عملها ؛ بل يبقى لها كل اختصاصها الذى كان قبل اتصالها بالحرف الزائد ؛ نحو قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ،) أى : فبرحمة من الله ، وبسببها (٢) ...
__________________
(١) فى رقم ٣ من هامش ص ٤٩١.
(٢) وسيشير إلى هذا ابن مالك ـ آخر الباب ـ فى هامش ص ٤٧٦ حيث يقول :
وبعد «من» ، و «عن» ، و «باء» زيد «ما |
|
فلم يعق عن عمل قد علما |
أى : زيدت «ما» بعد كل واحد من هذه الثلاثة فلم تعقه (لم تمنعه) عن العمل الذى عرفناه له.