ومنه قول الشاعر :
إن الذين اشتروا دنيا بآخرة |
|
وشقوة بنعيم ، ساء ما فعلوا |
٧ ـ العوض (١) (أو : المقابلة) ؛ نحو : اشتريت الكتاب بعشرة دراهم واشتراه أخى بأحد عشر ...
٨ ـ المصاحبة (٢) ؛ نحو قوله تعالى : (اهْبِطْ بِسَلامٍ،) ونحو : سافر برعاية الله ، وارجع بعنايته. أى : مع سلام ـ مع رعاية الله ـ مع عنايته.
٩ ـ التبعيض ، أو : البعضيّة ، (بأن يكون الاسم المجرور بالباء بعضا من شىء قبلها). نحو قوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ،) أى : منها ،
__________________
ـ (قال ثعلب ، يقال : أبدلت الخاتم بالحلقة ، إذا نحيت هذا وجعلت هذه مكانه ، وبدلت الخاتم بالحلقة إذا أذبته ، وسويته حلقة. وبدلت الحلقة بالخاتم إذا أذبتها وجعلتها خاتما. قال : وحقيقته أن التبديل تغيير الصورة إلى صورة أخرى والجوهرة بعينها. والإبدال : تنحية الجوهرة واستئناف جوهرة أخرى.
وقال أبو عمرو : فعرضت هذا على المبرد فاستحسنه ، وزاد فيه فقال : وقد جعلت العرب أبدلت مكان بدلت ..) اه.
وجاء فى تفسير الألوسى لقوله تعالى : (وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) مثل ما سبق من كلام ثعلب ، وزاد شاهدا آخر لدخول الباء على المأخوذ ، هو قول الطفيل لما أسلم :
«وبدّل طالعى نحسى بسعد» اه
ولا فرق فى هذا بين أن يكون ما تعلق به الجار والمجرور هو الفعل : «بدل» وفروعه ، وما تصرف منه ، أم غيره ـ بقرينة ـ. ومن الأمثلة الأخرى قول عروة بن الورد :
فلو أنى شهدت أبا سعاد |
|
غداة غدا بمهجته يفوق |
فديت بنفسه نفسى ومالى |
|
ولا آلوك إلا ما أطيق |
(يفوق : يجود بها ويلفظها ساعة الاحتضار) ، يريد : فديت بنفسى ومالى نفسه. أى : قدمتهما فداء له ، وبدلا منه.
(١) المراد بالعوض : دفع شىء من جانب ، فى نظير أخذ شىء يقابله من جانب آخر. والفرق بين العوض والبدل ، أن العوض هو دفع شىء فى مقابلة آخر. أما البدل فهو اختيار أحد الشيئين وتفضيله على الآخر من غير مقابلة من الجانبين كأن يكون أمامك شيئان لتختار أحدهما ؛ فتقول آخذ هذا بدل الآخر من غير أن يكون هناك تعويض. وهذا هو الشائع ، وقيل : البدل أعمّ مطلقا ؛ فهو الدال على اختيار شىء وتفضيله على آخر ؛ سواء أكان هناك مقابلة وعوض أم لا. والحكم فى هذا للقرينة ؛ فهى التى تعين المراد وتوجه الذهن إليه.
(٢) سبق توضيحها فى رقم ١ من هامش ص ٤٣٤ عند الكلام على : «إلى».