كل امرئ يكافأ بعمله ، ويعاقب بتقصيره. أى : بسبب عمله ، وبسبب تقصيره .. وقول الشاعر :
إنما ينكر الديانات قوم |
|
هم بما ينكرونه أشقياء |
وقول الآخر :
جزى الله الشدائد كل خير |
|
عرفت بها عدوى من صديقى ... |
والمراد : هم أشقياء بسبب ما ينكرونه ـ وعرفت بسببها ... (١)
٣ ـ الاستعانة ، (بأن يكون ما بعد الباء هو الآلة لحصول المعنى الذى قبلها) (٢) ؛ نحو : سافرت بالطيارة ـ رصدت الكوكب بالمنظار ، وهذا المعنى هو والإلصاق أكثر معانيها استعمالا.
٤ ـ الظرفية ؛ نحو قوله تعالى : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ ....) أى : فى بدر.
٥ ـ التعدية ، أو : النقل (وهى التى يستعان بها ـ غالبا ـ فى تعدية الفعل اللازم إلى مفعول به ، كما تعديه همزة النقل) ، نحو : ذهبت بالمريض إلى الطبيب ، بمعنى : أذهبته. وقعدت بفلان همته عن الطموح ، بمعنى : أقعدته ...
٦ ـ أن تكون بمعنى كلمة : «بدل» ، (بحيث يصح حلول هذه الكلمة محل «الباء» من غير أن يتغير المعنى) ، مثل : ما يرضينى بعملى عمل آخر ـ أرتضى بالملاكمة رياضة أخرى. أى : ما يرضينى بدل عملى عمل آخر ، ـ أرتضى رياضة أخرى بدل الملاكمة (٣).
__________________
(١ و ١) الفرق بين باء الاستعانة وباء السبب ، أن «باء» السببية داخلة على السبب الذى أدى إلى حصول المعنى الذى قبلها ، وتحققه سلبا ، وإيجابا ؛ نحو : مات الرجل بالمرض ، أى : بسبب المرض ، وأن «باء» الاستعانة داخلة على أداة الفعل وآلته التى هى الواسطة بين الفاعل ومفعوله ؛ نحو : فتحت الباب بالمفتاح ـ قطعت اللحم بالسكين ـ كتبت الرسالة بالقلم.
(٢) إذا كانت الباء بمعنى : «بدل» فالأكثر دخولها على المتروك ؛ (أى : على الشىء الذى لم يؤخذ للاستغناء عنه بأخذ غيره ، بدلا منه). ويصح دخول «الباء» على المأخوذ لا المتروك ، فقد جاء فى المصباح مادة : «بدل» ما نصه : «(أبدلته بكذا إبدالا ، نحيت الأول ، وجعلت الثانى مكانه)» اه وفى مختار الصحاح ، مادة : «بدل» ما نصه : «(الأبدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، إذا مات واحد منهم أبدل الله مكانه بآخر)» اه وجاء فى تاج العروس ـ مادة : «بدل» ـ ما نصه : ـ