«فارسا» وأشباهها (مما يحل محلها فى هذا التركيب ويكون مشتقّا) يصح إعرابها حالا ؛ لاشتقاقها ، ولأن المعنى يتحمل الحالية ، ويصح إعرابها تمييزا للنسبة ؛ والمعنى على هذا التمييز أوضح ، وبه أكمل. وإنما يكون التمييز فى مثل : «لله در خالد فارسا» من تمييز النسبة إذا كان المتعجب منه (وهو المميّز) ، اسما ظاهرا مذكورا فى الكلام كهذا المثال ، أو كان ضميرا مرجعه معلوم ؛ نحو : سجل التاريخ أبدع صور البطولة لخالد بن الوليد ؛ لله درّه بطلا. أو : يا له رجلا ، أو : حسبك به فارسا ... فالضمير هنا معروف المرجع : فإن جهل المرجع وجب اعتبار التمييز من تمييز المفرد (١) ، لأن الضمير مبهم ، فافتقاره إلى التمييز ليكون مرجعا يبين ذات صاحبه ؛ ويوضح حقيقته ـ أشد من افتقاره إلى بيان نسبة التعجب إليه (أى : إلى صاحب الضمير). أما الضمير المعلوم فبالعكس كما ذكرنا (٢). ومثل هذا يقال فى الضمير المتصل بالصيغتين القياسيتين فى التعجب ، وهما «ما أفعله وأفعل به».
أما تمييز الضمير المستتر فى : «نعم» و «بئس» فى مثل : الفارس نعم رجلا ـ الجبان بئس جنديّا ـ فالأحسن اعتباره من تمييز المفرد ، برغم أن مرجعه مذكور دائما : وهو : التمييز. ومثله : ربّه رجلا ، أما تمييز : «كم» فى مثل : كم رجلا شاركتهم ؛ فإنه مفرد من نوع تمييز العدد ، لأن «كم» كناية عنه.
(د) تجب مطابقة تمييز الجملة للاسم السابق فى مواضع ، ويجب ترك المطابقة فى أخرى. وقد تترجح المطابقة أو عدمها فى ثالثة. وفيما يلى البيان :
فتجب المطابقة :
١ ـ إن كان كل من التمييز والاسم السابق عليه فى الجملة لشىء واحد ، أى : أن مدلول كل منهما هو مدلول الآخر ؛ نحو : كرم علىّ رجلا ، (فالرجل هو :
__________________
(١) كأن ينظر شخص قائدين. أحدهما راكب ، والآخر راجل ، ثم يقول عن غير إعلان ولا تصريح باسم أحدهما : لله دره فارسا. أو : يقرأ نصين ؛ أحدهما نثر ، والآخر شعر ، وهما لأديب واحد ، ثم يقتصر على أن يقول : لله دره شاعرا.
(٢) هذا النوع هو الذى أشرنا إليه فى رقم ٥ من هامش ص ٣٨٩.