زيادة وتفصيل :
(ا) تمييز النسبة قد يكون غير محوّل إلا بتأويل لا داعى له ، نحو : امتلأ الإناء ماء ؛ إذ لا يقال امتلأ الماء.
(ب) عرفنا (١) أن التمييز الواجب النصب بعد «أفعل التفضيل» هو السببىّ (٢) ، وأنه نوع من تمييز الجملة ؛ إذ أصله : «فاعل» ، وأصل «أفعل» هو : الفعل ، ومن الممكن إرجاعهما إلى أصلهما ؛ فتعود الجملة الفعلية للظهور ، وترجع لأصلها الذى تركته ، وتحولت عنه إلى أسلوب آخر ...
لكن كيف يتحقق هذا؟ ففى مثل : أنت أكثر مالا ، وأعلى منزلا ، ـ ونظائرهما ـ لا يمكن تحويل أفعل إلى فعل يؤدى المعنى الأصلى الأساسى لصيغة التفضيل (وهو الكثرة ، والعلوّ ـ مثلا.) مزيدا عليه الدلالة على التفضيل.
يرى بعض النحاة فى هذا النوع التفضيلىّ أنه محول عن مبتدأ مضاف ، والأصل ، مالك أكثر ؛ ومنزلك أعلى ... فصار المبتدأ تمييزا ، وصار الضمير المتصل المضاف إليه مبتدأ مرفوعا منفصلا. وفى هذه الحالة وأمثالها يجىء التمييز محولا عن المبتدأ ، ويرى آخرون ؛ أن المراد معروف من السياق ، وهو : أنه كثر كثرة زائدة ، وملأ علوّا زائدا ، فلا يفوت التفضيل بتحويله عن الفاعل ، أو : أن فوات معنى التفضيل غير ضار ؛ إذ لا يجب بقاؤه فى الفعل الموضوع مكان أفعل التفضيل فى هذا الباب ، قياسا على عدم بقائه فى بعض أبواب أخرى.
وكلا الرأيين حسن. ولعل الرأى الثانى ـ بوجهتيه ـ أحسن ؛ لأن فيه تخفيفا من غير ضرر ، وتقليلا للأقسام بحصرها فى الفاعل والمفعول به.
(ح) من الأساليب المسموعة فى التمييز : لله در خالد فارسا (٣). فكلمة :
__________________
(١) فى ص ٣٩٣.
(٢) هو المتصف فى المعنى بالشىء الجارى فى اللفظ على غير ذلك المتصف به ؛ فإن المنزل ـ فى مثل : أنت أعلى منزلا ـ هو المتصف فى المعنى بالعلو ، مع أن العلو جار فى اللفظ على المخاطب.
(٣) سبق شرحها وبيان حكمها فى رقم ١ من هامش ص ٣٩٠ ولها شرح مع غيرها فى رقم ٤ من هامش ص ٣٩٤. وكذا فى رقم ٢ من هامش ص ١٨ ـ وكذا فى ص ٤٥٨ ج ١ م ٣٨ من الطبعة الثالثة.