أن التمييز : (نكرة ، منصوبة ـ فى الأغلب ـ فضلة ، بمعنى «من» التى للبيان (١))
أقسام التمييز :
ينقسم التمييز بحسب المميّز إلى قسمين :
أولهما : تمييز المفرد ، أو : الذات (٢) وهو الذى يكون مميّزه لفظا دالّا على العدد ، أو على شىء من المقادير (٣) الثلاثة : (الكيل ـ الوزن ـ المساحة). أى : أنه الذى يزيل إبهام لفظ من ألفاظ الكيل ، أو : الوزن ، أو : المساحة ، أو : العدد (٤). فتمييز المفرد أو الذات أربعة أنواع ـ غالبا ـ (٥).
__________________
(١) غالبا ـ كما سبق ـ. ويقول ابن مالك فى تعريف التمييز ، وبيان عامله ، والتمثيل لبعض أقسامه ما يأتى :
اسم بمعنى : «من» ، مبين ، نكره |
|
ينصب تمييزا بما قد فسّره |
كشبر ارضا ، وقفيز برّا ، |
|
ومنوين عسلا وتمرا |
يريد بالمبين : أن التمييز يبين إبهام ما قبله ، أى : يوضحه ويزيل غموضه. ثم يقول : إن التمييز منصوب ، وناصبه هو الشىء المبهم الذى جاء التمييز لتفسيره وإيضاحه. ومعنى هذا عنده أن تمييز النسبة منصوب ـ فى رأيه ـ بالجملة التى يوضح النسبة فيها. وسيجىء الرأى فى كل ذلك. (رقم ٢ من ص ٣٩٣ و ٣ من ص ٣٩٥).
«البر» : القمح. «القفيز» إذا كان مكيلا فإنه يختلف باختلاف الأقطار ؛ فهو فى بعضها نحو : ٣ / ٢ / ١٨ قدحا ، وفى بعض آخر نحو : ثمان وأربعين قدحا ـ «منوين» تثنية : «منا» وهو فى بعض الأقطار من مقادير الوزن المقدرة برطلين.
(٢) سمى تمييز مفرد : لأنه يزيل الإبهام عن كلمة واحدة ، أو ما هو بمنزلتها ، ويسمى أيضا : تمييز «ذات» لأن الغالب فى تلك الكلمة التى يزيل إبهامها أن تكون شيئا محسوسا مجسما. فمعنى ذات ؛ أنها جسم. وليس فى هذا النوع من التمييز تحويل ـ كما سيجىء فى الصفحة التالية عند الكلام على تمييز الجملة ـ.
(٣) المقادير هنا : جمع مقدار ، وهو : ما يقدر به غيره. ويشمل كل شىء يستعمل فى تقدير الكيل ، أو الوزن ، أو المساحة ، من غير تقيد بلفظ خاص ، أو بزمن معين. وبهذا يدخل كل لفظ عربى عرف العمل به فى تقدير واحد من الثلاثة المذكورة. ولا يدخل العدد فى المقادير ـ على المشهور ـ لأن العدد فى المعنى هو المعدود ؛ كما فى مثل : هنا خمسة رجال ؛ فالخمسة التى هنا هى الرجال ، والرجال هى الخمسة ، بخلاف المقادير.
(٤) العدد المقصود فى هذا الباب هو العدد الصريح ؛ أى : العدد الحسابى : مثل ٣ ، ٤ ، ٥ ، ٦ ... و... أما العدد المبهم (أى : الكنائى) مثل : «كم» ، ... فله ـ فى الجزء الرابع ـ باب خاص بأحكامه المختلفة ، هو : باب كنايات العدد.
(٥) غالبا ؛ لأن هناك نوعا خامسا ـ كما أشرنا فى رقم ١ من هامش ص ٣٨٨ ـ هو تمييز الضمير «المبهم» ، وسيجىء الكلام عليه فى «ج» من الزيادة ، ص ٣٩٧.