الجملة. ومثل هذا يقال فى المثالين الأخيرين من أمثلة القسم : «ه» وفى غيرهما من كل جملة يقع فيها الغموض على النسبة الناشئة من طرفيها.
ومن كل ما تقدم يتضح ما يأتى :
(ا) أن فى اللغة ألفاظا مبهمة ، غامضة ، تحتاج إلى تبيين وتوضيح.
(ب) وأن هذه الألفاظ قد تكون كلمات منفردة ، كالكلمات المستعملة فى العدد ، أو فى المقادير الثلاثة الشائعة ، ـ وهى : الكيل ، والوزن ، والمساحة (١) ـ وقد تكون جملا كاملة تقع النسبة فى كلّ واحدة منها موقع الغموض والإبهام المحتاج إلى تفسير وإيضاح (٢).
(ح) وإذا تأملنا الكلمات التى أزالت الغموض والإبهام فى الأمثلة السالفة ـ وأشباهها ـ وجدنا كل كلمة منها : نكرة (٣) ، منصوبة ـ فى الأكثر (٤) ـ ، فضلة ، تبين جنس ما قبلها أو نوعه ، أو : توضح النسبة فيه ، فهى ـ كما يقولون ـ بمعنى : «من» (٥) البيانية ـ غالبا ـ والكلمة التى تجتمع فيها هذه الأوصاف تسمى : «التمييز» (٦) ، كما يسمى ما تفسره وتزيل الإبهام عنه : «المميّز» ، أى :
__________________
(١) وكذلك بعض الضمائر (كما سيجىء فى «ح» من الزيادة ص ٣٩٧) ثم انظر المراد من «المقادير» فى رقم ٣ من هامش الصفحة الآتية.
(٢) وقد يكون تمييز النسبة لمجرد التوكيد ؛ كقول أبى طالب عم النبى عليه السّلام :
ولقد علمت بأن دين محمد |
|
من خير أديان البرية دينا |
(راجع الصبان والخضرى فى باب : «نعم ، وبئس» عند الكلام على اجتماع فاعلهما ، وتمييزهما) وهذا يختلف عما فى رقم ٧ من هامش ص ٤٠٠.
(٣) النكرة هنا : لا بد أن تكون اسما صريحا ، لأن التمييز لا يكون جملة ولا لفظا مؤولا.
(٤) إذا كانت الكلمة التى تزيل الإبهام مجرورة بالإضافة أو بالحرف ـ كما فى بعض الأمثلة المعروضة هنا ـ فإنها لا تسمى فى الاصطلاح «تمييزا» إلا مع التقييد بأنه مجرور ، لأن كلمة : «تمييز» عند إطلاقها بغير تقييد لا تنصرف إلا للنوع المنصوب. أما غيره مما يفيد فائدته فى هذا الباب فلا يسمى تمييزا اصطلاحا وقد يسمى تمييزا ولكن مع تقييده بأنه مجرور ؛ لكيلا ينصرف الذهن إلى النوع المنصوب. والأحسن مراعاة الاصطلاح (كما فى رقم ٢ من هامش ص ٣٩١).
(٥) أى : «من» التى تبين جنس ما قبلها ، أو نوعه ، والمجرور بها هو عين الشىء الذى تبينه. ـ وستجىء معانيها فى ص ٤٧٥ ـ وليس المراد أنه يمكن دائما تقدير «من» قبلها. فإن هذا لا يمكن فى بعض الأساليب.
(٦) ويسمى أحيانا : التبيين ، أو : التفسير ، أو : المفسّر ، أو : المميّز ، أو : المبيّن.