٥ ـ الجملة المضارعية المسبوقة بحرف النفى : «لا» ؛ نحو : ما أنتم ؛ لا تعملون (١). ومن القليل الذى لا يقاس عليه أن تقع الواو رابطة فى الجملة الفعلية (مضارعية ، أو ماضوية) إذا كانت مسبوقة بالحرف النافى «لا».
٦ ـ الجملة المضارعية المسبوقة بحرف النفى : «ما» (٢) ؛ نحو : عرفتك ما تحب العبث ، وعهدتك ما تسعى للإيذاء.
٧ ـ الجملة المضارعية المثبتة المجردة من «قد» ؛ نحو : شهدت الطالب الحريص يسرع إلى المحاضرة ، يتفرغ لها. وقد وردت أمثلة مسموعة من هذا النوع ، وكان الرابط فيها الواو ، منها قولهم : قمت وأصكّ عين العدو ، ومنها :
فلما خشيت أظافيرهم |
|
نجوت ، وأرهنهم مالكا |
ومنها :
«علّقتها (٣) عرضا وأقتل قومها» ... وأمثلة أخرى.
وقد تأول النحاة هذه الأمثلة ليدخلوها فى نطاق القاعدة ، ويخرجوها من مجال الشذوذ. ولا داعى لهذا التأول (٤) الذى لم يعرفه ولم يقصد إليه الناطقون بتلك الأمثلة. والخير أن نحكم عليها بما تستحقه من القلة والندرة التى لا تحاكى ، ولا يقاس عليها.
__________________
(١) مثل هذا التركيب يتضح معناه ويزول ما قد يكون فيه من غموض إذا عرفنا أن «لا» النافية تقدر فيه بكلمة : «غير» المنصوبة على الحال ، المضافة ، وأن المضارع بعدها يقدر باسم فاعل ، هو : «المضاف إليه» ، أى : ما أنتم غير عاملين؟ أى : ما أنتم وما أمركم فى الحالة التى لا تعملون فيها؟ وهو مثل الآية الكريمة : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ ....) التقدير : ما لنا غير مؤمنين؟ ما أمرنا ، وما شأننا فى الحالة التى نكون فيها غير مؤمنين؟ (ثم راجع رقم ٤ من هامش ص ٣٦٨ خاصا بالحرف : «لا» النافية).
(٢) «إن» : النافية ، مثل : «ما» فيقال فى حرف النفى : «ما» وفى المضارع بعده ما قيل فى سابقه مما هو مدون قبل هذا مباشرة فى رقم ١.
(٣) أحببتها.
(٤) قالوا فى التأويل : إن الواو واو الحال حقيقة. ولكنها لم تدخل على الجملة المضارعية مباشرة ؛ وإنما دخلت على مبتدأ محذوف ؛ خبره الجملة المضارعية المذكورة بعده ، والجملة من المبتدأ وخبره فى محل نصب حال. فالحال هو الجملة الاسمية لا الفعلية. والواو داخلة على جملة اسمية عندهم.
فما الداعى لهذا؟ إن كان دخول الواو على الجملة المضارعية المثبتة المجردة من «قد» غير مقبول وغير صحيح وجب التصريح بهذا ، والحكم على ما يخالفه بأنه يحفظ ولا يقاس عليه. وإن كان دخول الواو صحيحا وجب التصريح بهذا أيضا من غير تأويل. وإن كان التأويل يبيح الممنوع وجب السماح بالواو لكل من شاء. ومن أراد بعد ذلك أن يحمل نفسه مشقة التأويل فهو حرفيما يرتضيه لها. ولا شك أن التأول على هذه الصورة لا خير فيه. وأن الخير فى منع الواو فى مثل هذه المواضع.