والمواضع التى تمتنع فيها هى :
١ ـ أن تكون جملة الحال اسمية واقعة بعد عاطف يعطفها على حال قبلها ، نحو : سيجىء المتسابقون مشاة ، أو هم راكبون (١) السيارات ؛ فلا يصح أن يكون الرابط هنا واو الحال ؛ لوجود حرف العطف : «أو». وواو الحال لا تلاقى حرف عطف.
٢ ـ أن تكون جملة الحال مؤكدة لمضمون جملة قبلها (٢) ؛ كالقول عن القرآن : (هو الحق لا شك فيه) وقوله تعالى عنه : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ،) وليس من اللازم أن تكون جملة الحال المؤكدة اسمية ، فقد تكون فعلية أيضا ؛ نحو : هو الحق لا يشك فيه أحد ..
أما المؤكدة لعاملها فقد تقترن بالواو ؛ نحو : قوله تعالى : (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ.)
٣ ـ الجملة الفعلية الماضوية بعد «إلا» التى تفيد الإيجاب (أى : المسبوقة بكلام غير موجب فيكون المعنى بعدها موجبا) ؛ نحو : ما تكلم العظيم إلا قال حقّا. ويرى بعض النحاة : أنه يجوز فى هذا الموضع الربط بالواو ، محتجّا بأمثلة فصيحة متعددة (٣). وحجته مقبولة. ولكن من يريد الاقتصار على الأعم الأفصح لا يساير هذا الرأى. ويجيز بعض آخر صحة الربط بالواو بشرط أن تقع بعدها «قد» مباشرة (٤) وهذا رأى حسن وفيه تيسير.
٤ ـ الجملة الماضوية المعطوفة على حال ، بالحرف العاطف : «أو» ؛ نحو : أخلص للصديق ؛ حضر (٥) أو غاب.
__________________
(١) الأحسن فى إعراب مثل هذا المثال : أن تكون : «أو» حرف عطف ، والجملة بعدها فى محل نصب حال ، وهذه الحال المنصوبة معطوفة على «مشاة».
(٢) سبق تفصيل الكلام عليها فى ص ٣٤١ ، ٣٥٤ ، ٣٦٥.
(٣) منها قول الشاعر :
نعم امرؤ هرم لم تعر نائبة |
|
إلا وكان لمرتاع بها وزرا |
(٤) قال «الصبان» ما نصه : (فى الرضى أنهما قد يجتمعان بعد «إلا» نحو : ما لقيته إلا وقد أكرمى) اه.
(٥) الجملة من الفعل «حضر» وفاعله فى محل نصب حال من الصديق وبعدها : «أو» فلا يجوز أن يكون الرابط فى الجملة السابقة الواو ، لأن الكلام العربى خال من الواو فى مثل هذا الأسلوب. أما التعليلات الأخرى للمنع فمردودة.