أو كان نكرة مختصة ، بسبب نعت أو غيره ...) (١) ، جاز فى الجملة وشبهها أن تكون حالا ، وأن تكون نعتا ؛ نحو : أعرف الطائرات تفوق غيرها فى السرعة. وقد عرفنا طائرات سريعة تطوف بالكرة الأرضية فى دقائق ، ونحو : تهدر الطائرات فى الجو كقصف الرعود ... وهذه طائرة كبيرة أمامنا تهدر كالرعد. والجملة (٢) قد تكون اسمية أو فعلية ؛ نحو : لازمت البيت والمطر هاطل ـ لازمت البيت وقد هطل المطر وقد اجتمعت الجملتان فى قول الشاعر:
كأن سواد الليل ـ والفجر ضاحك |
|
ـ يلوح ويخفى ، أسود يتبسم |
ويشترط فى الجملة الواقعة حالا أن تكون خبرية ، غير تعجبية (على القول بأن الجملة التعجبية خبرية) فلا تصح الإنشائية بنوعيها (٣) الطلبى ، وغير الطلبى. وأن تكون مجردة من علامة تدل على الاستقبال (٤) كالسين وسوف ، ولن ، وأداة
__________________
(١) كما سيجىء فى رقم ٤ من هامش ص ٣٧٤ وقد سبق بيان النكرة المحضة وغير المحضة بإسهاب ، وكذا المعرفة بنوعيها ـ فى الجزء الأول ، باب النكرة والمعرفة ، ص ١٩٤ م ١٧ ويجىء فى الجزء الثالث (باب النعت. م ١١٤ ص ٣٩٠) إشارة له أيضا.
(٢) إذا وقعت الجملة حالا فإنما تسمى جملة باعتبار أصلها السابق قبل الحالية حين كانت تؤدى فيه معنى مفيدا مستقلا. أما بعد وقوعها حالا فإنها تؤدى معنى غير مستقل ، وهى لذلك لا تسمى جملة ولا كلاما ، شأنها فى هذا كشأن الجملة الواقعة خبرا ونعتا وغيرهما ؛ (طبقا للبيان الشامل الذى سبق فى ج ١ هامش ص ١٥ م ١ وفى رقم ٣ من هامش ص ٢٢٦ م ٢٧).
وإذا وقعت الجملة حالا أو نعتا أو موقعا إعرابيا آخر ، فهى نكرة ، وقيل : فى حكم النكرة ، ـ (كما سبق فى رقم ٤ من هامش ص ٤٩) ٣. وقد تردد هذا فى كثير من المراجع النحوية ، ومنها حاشية ياسين على شرح التوضيح (أول باب النكرة والمعرفة) حيث قال : «وأما الجمل والأفعال فليست نكرات ، وإن حكم لها بحكم النكرات. وما يوجد فى عبارة بعضهم أنها نكرات فهو تجوز». وهذا الخلاف لا أهمية له ؛ إذ الأهمية فى أنها تقع فى كل موقع لا يصلح فيه إلا النكرة ، كوقوعها خبر «لا» النافية للجنس ، ونعتا للنكرة المحضة.
(٣) سبق توضيح المراد من الجملة الإنشائية ملخصا فى رقم ٣ من هامش ص ٢٠٩ وفى ج ١ ص ٢٦٨ م ٧٢.
(٤) فى هذا الشرط وفى تعليله خلاف ، وجدل كلامى ... أما مثل : لأمدحن المخلص ؛ إن حضر وإن غاب : حيث وقعت الجملة الشرطية حالا مع أنها إنشائية ، ومشتملة على علامة استقبال ـ وهى حرف الشرط : «إن» ـ فالمسوغ عندهم أنها شرطية لفظا لا معنى ؛ إذ التقدير : لأمدحنه على كل حال.
ونشير إلى ما جاء فى «المغنى» ، و «الهمع» خاصا بأن : «لا» النافية تخلص المضارع للاستقبال إذا سبقته ، خلافا لابن مالك ـ ومن معه ـ محتجا بإجماع النحاة على صحة «جاء محمد لا يتكلم» مع الإجماع أيضا على أن الجملة الحالية لا تصدر بعلامة استقبال. ونقول : الرأى الأنسب هو أن «لا» تخلصه للاستقبال عند عدم قرينة تمنع. (وقد سجلنا كلام المغنى والهمع ج ١ م ٤ ص ٥٦).