سر فى الطريق حذرا (١) ، ... ومثل كلمة : «جاهدا» فى قول الشاعر :
ومن يتتبّع ـ جاهدا ـ كل عثرة |
|
يجدها ، ولا يسلم له الدهر صاحب |
وشبه الجملة هو الظرف والجار مع مجروره. نحو : كنت فى الطائرة فأبصرت البيوت الكبيرة فوق الأرض صغيرة. والسفن الضخمة بين الأمواج محتجبة ـ إن دار الآثار فى القاهرة مليئة بالنفائس ـ تشكلت الثلوج على الغصون أشكالا بديعة.
ولا بد فى شبه الجملة أن يكون تامّا ؛ أى : مفيدا. وإفادته قد تكون بالإضافة ، أو بالنعت ، أو بالعدد ، أو بغير ذلك مما يكون مناسبا له ، ويجعله مفيدا (على الوجه الذى تكرر شرحه من قبل) (٢) فلا يصح : هذا إبراهيم عنك ، ولا هذا إبراهيم اليوم ...
وإذا كانت الحال جملة أو شبه جملة فلا بد أن يكون صاحبها معرفة (٣) محضة ؛ (أى : معرفة لفظا ومعنى) ؛ مثل : وقف جارى يكلمنى. فإن لم يكن معرفة خالصة ؛ (بأن كان معرفة فى اللفظ دون المعنى ؛ كالمبدوء «بأل الجنسية
__________________
ـ ومثل : تركت الصحراء حيث بيث ، أى : مبحوثا عن أهلها ، مطلوبا إخراجهم منها ـ ومثل : فلان جارى بيت بيت ، أى : مقاربا ، أو ملاصقا ـ ومثل : لاقيتهم كفّة كفّة ، أى : مواجها ... وهكذا ...
ويلاحظ أن الجزء الثانى من تلك المركبات ـ ونظائرها ـ (مثل : بغر ـ مذر ـ بيث ـ إلخ) هو مجرد لفظ عرضى ، أى : صوت ليس له معنى مستقل ، ولا كيان ذاتى يستقل به عن الكلمة التى يتبعها ، ولا يجلب أو معنى يكمله (كما سيجىء فى باب النعت ح ٣) وإنما يجىء عرضا بعد الأول ، ولهذا يذكر فى إعرابه أنه تبع للأول ، فهو داخل فيما يسمى : الأتباع (بفتح الهمزة) وليس من التوابع الأربعة المشهورة (النعت ـ ـ التوكيد ـ العطف ـ البدل) ولا يعرب إعرابها ما لم يؤد معنى جديدا ، وإنما يكتفى فى إعرابه بأن يقال : إنه تبع للأول ، أو من الأتباع ؛ فمثله مثل الثانى من قولهم : (حسن بسن) و (شيطان فيطان) و (عفريت نفريت) ... ولا شىء فى هذه الثوانى وأشباهها داخلا فى التوابع الأربعة المذكورة. لأنه لا يأتى بمعنى من معانيها.
(١) قد يجب اقتران الحال المفردة «بالفاء» ، أو : «ثم» العاطفتين فى صورة واحدة هى الصورة الثالثة التى تجىء فى ص ٣٨٢ والكوفيون يجيزون : «واو العطف» أيضا ـ كما سيجىء ـ.
(٢) فى باب الموصول «ج ١ ص ٣٤٧ م ٢٧) والمبتدأ والخبر (ج ١ ص ٤٣١ م ٣٥ وج ٢ ص ١٠٠ م ٦٨). وفى المواضع السالفة بيان عن شبه الجملة من ناحية تعلقه.
(٣) يصح أن يكون صاحب الحال نكرة فى بضعة مواضع تجىء فى ص ٣٧٤. عند الكلام عليه.