زيادة وتفصيل :
(ا) إذا تعددت الحال لواحد سميت : «مترادفة» ؛ أى : متوالية ، (تتلو الواحدة الأخرى). ويجوز أن تكون الحال الثانية حالا من الضمير المستتر فى الأولى ؛ وعندئذ تسمى الثانية : «متداخلة». وهذا يجرى فى كل حال متعددة ، فيجوز أن تكون حالا من ضمير التى قبلها مباشرة.
ويمنع جماعة من النحاة ترادف الحالين ؛ بزعم أن العامل الواحد لا ينصب إلا حالا واحدة. وله حجة جدلية مردودة ، لأنها من نوع الجدليات التى تسىء إلى النحو من غير أن تفيده (١).
(ب) عرفنا أنه يجوز أن تتعدد الحال من غير أن يتعدد صاحبها ؛ نحو : مشيت بين الرياحين هانئا ، مستنشقا أريجها ، متمليا جمالها ... ، ولكن لا يجوز أن تتعارض الأحوال ، فلا يقال : حضر القطار سريعا بطيئا ، ولا وقف الحارس متيقظا غافلا. نعم يجوز هذا عند إرادة الوصول إلى معنى واحد يؤخذ من الحالين معا ، ولا يؤديه أحدهما دون الآخر ؛ نحو : أكلت الطعام ساخنا باردا ، تريد : معتدلا فى حرارته ، ونحو : ركبت السيارة مسرعة بطيئة ؛ أى : متوسطة فى سرعتها ، ومثل : لا تأكل الفاكهة ناضجة فجّة ، أى : متوسطة النضج.
ونحو : اترك الطعام ممتلئا جائعا ، أى : متوسطا فى الشبع. ونحو : تخير ثيابك واسعة ضيقة ، أى : معتدلة السعة. وهكذا.
بالرغم من أن المعنى المقصود لا يتحقق إلا من اللفظين معا فإن الإعراب يقضى أن يكون كل لفظ منهما ـ حالا.
* * *
__________________
(١) انظر رقم ١ من هامش ص ٣٦١.