ما أحسن الصديق وفيّا ، أركان مشتقّا يشبه الجامد ، كأفعل التفضيل (١) ؛ نحو : أنت أفصح الناس متكلما (٢).
أو كان عاملها مصدرا صريحا يمكن تقديره بأن والفعل والفاعل ، نحو : من الخير إنجازك العمل سريعا ، فكلمة : «سريعا» حال من الكاف ، والعامل هو المصدر الصريح (٣) : «إنجاز» ومن الممكن أن يحل محله مصدر مؤول من أن والفعل والفاعل فتكون الجملة : من الخير أن تنجز العمل سريعا. ومثله أن تقول : يعجبنى إنجاز الصانع عمله سريعا ؛ فكلمة : «سريعا» حال من «الصّانع» والعامل هو : «إنجاز» أيضا. فإن كان المصدر الصريح غير مقدّر بهما جاز تقديم الحال وتأخيره ؛ نحو : معتذرا لك صفحا عن المسىء ... ، أو : صفحا عن المسىء معتذرا لك.
أو كان العامل اسم فعل ؛ نحو : نزال مسرعا ؛ أى : انزل مسرعا ؛ لأن معمول اسم الفعل لا يتقدم عليه.
أو كان العامل معنويّا ؛ (وهو الذى يتضمن معنى الفعل دون حروف الفعل كألفاظ الإشارة ، والاستفهام ، وأحرف التمنى والتشبيه ، وكشبه الجملة ـ الظرف ،
__________________
(١) كان شبيها بالجامد ، لأنه فى كثير من أحواله لا يقبل علامة التأنيث ، ولا علامة التثنية ، أو الجمع ؛ فخالف بهذا المشتقات الأصيلة ؛ كاسم الفاعل ، واسم المفعول. واقترب من الجامد الذى لا تتغير صورته.
(٢) يستثنى من أفعل التفضيل صورتان ؛ إحداهما : أن يكون عاملا فى حالين لاسمين ، متحدين فى مسماهما ، وإحداهما مفضلة على الأخرى ؛ فالأحسن تقديم المفضلة عليه ، وتأخير الأخرى عنه. نحو : هذا الأديب ناثرا أبرع منه شاعرا. فكلمة : «أبرع» أفعل تفضيل ، نصبت حالين ؛ هما : «ناثرا» و «شاعرا» والاسمان لمسمى واحد ، وإحداهما مفضلة ، وهى : «ناثر» فتقدمت على العامل ؛ وتأخرت الثانية.
والصورة الثانية كالسابقة ؛ إلا أن الحالين لشيئين مختلفين فى مسماهما ؛ نحو ؛ المتعلم منفردا أنفع من الجاهل مستعينا بغيره. (راجع د من ص ٣٤٨ ود من ص ٣٥٨ وانظر الملاحظة التى بعدها حيث يجوز تأخيرهما).
(٣) إذا كان العامل مصدرا نائبا عن فعله المحذوف وجوبا جاز تقديم الحال ، نحو : إكراما هندا متعلمة. فيصح : متعلمة إكراما هندا (كما فى ج من ص ٣٥٨). وقد سبقت مواضع المصدر النائب عن فعله المحذوف وجوبا فى ص ١٧٨ م ٧٦.