أحد. وهذا بشرط أن يكون حرف الجر الزائد مما لا يمتنع حذفه ، أو مما لا يقل حذفه ؛ فالأول كالباء الداخلة على صيغة : «أفعل» الخاصة بأسلوب التعجب ؛ نحو : أجمل بالنجوم (١) طالعة. والثانى كالباء فى فاعل : «كفى» بمعنى : «يكفى» ، مثل : كفى بالزمان مرشدا. فإن كان حرف الجر الزائد مما يمتنع حذفه أو يقل لم يجز تقديم الحال عليه.
وزاد بعض النحاة مواضع أخرى يمتنع فيها تقديم الحال على صاحبها ، منها أن يكون صاحبها منصوبا بالحرف الناسخ : «كأنّ» أو : «ليت» ، أو : «لعل» أو بفعل تعجب ، أو بصلة الحرف المصدرى فى نحو : أعجبنى أن ساعدت الفقيرة عاجزة ـ أو أن يكون ضميرا متصلا بصلة «أل» ، نحو : الود أنت المستحقه صافيا (٢).
(ب) ويجب تقديمها على صاحبها إذا كان محصورا ؛ نحو : ما فاز خطيبا إلا البليغ ، ولا انتصر مدافعا إلا الصادق.
أو كان صاحبها مضافا إلى ضمير يعود على شىء له صلة وعلاقة بالحال ، نحو : جاء زائرا هندا أخوها ـ جاء منقادا للوالد ولده.
(ح) ويجوز التقديم والتأخير فى غير حالتى الوجوب السالفتين ، نحو دخل الصديق مبتسما ، أو : دخل ـ مبتسما ـ الصديق.
ترتيبها مع عاملها (٣) :
(ا) يجب أن تتأخر عنه إن كان فعلا جامدا كفعل التعجب ؛ نحو :
__________________
(١) تفصيل الكلام على هذه «الباء». فى باب التعجب ، ج ٣ م ١٠٨. ص ٢٧٩.
(٢) على اعتبار أن صاحب الحال : «هاء» الضمير ، لا المبتدأ.
(٣) «ملاحظة هامة» تختص بالعامل فى الحال ، وفى صاحبها : الحال منصوبة ، وعامل النصب إما لفظى ؛ كالمصدر ، وكالفعل المشتق ، وكالوصف الذى يعمل عمله ، وكاسم الفعل ... وإما معنوى ؛ كأسماء الإشارة ، وألفاظ الاستفهام ، وبعض الحروف والأدوات التى سيجىء ذكرها هنا ، ومنها شبه الجملة. والعامل فى الحال هو ـ فى أكثر الصور ـ العامل فى صاحبها ، فعاملهما واحد ولو اختلف نوع عمله فى كل منهما. وهناك صور أخرى يختلف فيها العاملان ـ عامل الحال ، وعامل صاحبها ـ كالحال التى صاحبها المبتدأ ، حيث يكون المبتدأ هو العامل فى الحال ، ويكون الابتداء هو العامل فى المبتدأ ـ وكالحال التى صاحبها اسم لناسخ ... وكثرة النحاة تشترط أن يكون العامل فى الحال وفى صاحبها واحدا فى كل الصور ، إلا سيبويه وفريق معه فإنه يرفض هذا الشرط ـ كما سبق البيان فى رقم ١ من هامش ص ٣٣٩ ـ ورأيه هو الحق ؛ لما سلف هناك مفصلا.