أو الجارّ مع مجروره ـ الواقع خبرا ، أو نعتا كذلك) (١) ، نحو : هذا كتابك جميلا ، فكلمة : «جميلا» حال من الخبر : (كتاب) والعامل هو اسم الإشارة. ومعناه : أشير ؛ فهو يتضمن معنى الفعل ، دون أن يشتمل على حروفه. ومثل : ليت الصانع ـ متعلما ـ حريص على الإتقان. فكلمة : «متعلما» حال من الصانع ، والعامل «هو : ليت» ، وهو حرف معناه : «أتمنّى» ، فيتضمّن معنى الفعل دون حروفه ... ومثل : كأن الباخرة ـ واسعة ـ فندق كبير. ومثل : الزروع أمامك ناضرة ، أو : الزروع فى حديقتك ـ ناضرة ...
والاستفهام المقصود به التعظيم ؛ نحو : يا جارتا ، ما أنت جارة؟ ... وهكذا كل ما يتضمن معنى الفعل دون حروفه غير ما سبق ، كأدوات التنبيه ، والترجى ، والنداء ...
لكن بعض النحاة يستثنى من العامل الذى يتضمن معنى الفعل دون حروفه ، شبه الجملة بنوعيه (الظرف والجار مع مجروره) فيجيز أن يتقدم عليهما الحال أو يتأخر ، نحو : الحارس عند الباب واقفا ، و: الحارس ـ واقفا ـ عند الباب ، ونحو : القطّ فى الحديقة قابعا ، أو : القطّ ـ قابعا ـ فى الحديقة. وإنما يجيز تقدم هذه الحال بشرط أن تتوسط بين مبتدأ متقدم وخبره شبه الجملة المتأخر عنه وعن الحال معا. ولا يصح تقدم الحال عليهما معا ، فلا يقال : واقفا ـ الحارس عند الباب ، ولا قابعا القط فى الحديقة. فإن تقدمت الحال والخبر معا ، وكانت الحال هى الأسبق جاز ؛ نحو : واقفا عند الباب الحارس ، وهذا رأى مقبول(٢).
ويصح عند أكثر النحاة تقديم الحال على عاملها «شبه الجملة» إن كانت
__________________
(١) لأن شبه الجملة قد يكون متعلقا بفعل أو بوصف محذوف ، وينتقل إليه الضمير الذى يكون فى المتعلق بعد حذفه. وبهذا يصير شبه الجملة متضمنا معنى الفعل ، لاشتماله على المتعلق المحذوف ، فوق اشتماله على ضميره على (الوجه المفصل فى ج ١ ص ٣٤٦ م ٣٥ ورقم ٤ من هامش ص ٣٤٧ فى هذا الباب وص ٣٥٠ م ٩٨).
(٢) برغم قلته بالنسبة إلى الأول. وحجة أصحابه ورود أمثلة فصيحة تكفى للحكم بقياسيته ؛ منها قراءة من قرأ قوله تعالى : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) بنصب : «مطويات» ـ وقول الشاعر :
رهط ابن كوز محقبى أدراعهم |
|
فيهم ، ورهط ربيعة بن حذار ـ |