الأولى دون الحال ، فإن الحال غير مقصودة ؛ وإنما هى مجرد وسيلة وطريق إلى النعت ؛ ولهذا يقسم النحاة الحال قسمين : أحدهما : «المؤطّئة» ، وتسمّى أيضا : «غير المقصودة» ، وهى التى شرحناها ، وثانيهما : «المقصودة مباشرة» ؛ وهى المخالفة للسالفة.
(ب) أن تكون دالة على شىء له سعر ؛ نحو : اشتريت الأرض قيراطا بألف قرش ، وبعتها قصبة بدينار ـ رضيت بالعسل رطلا بعشرة قروش ، وبعته أقة بثلاثين ... فالكلمات : (قيراطا ـ قصبة ـ رطلا ـ أقة ـ) حال جامدة. وهى من الأشياء التى تسعّر ؛ كالمكيلات ، والموزونات ، والمساحات ...
(ح) أن تكون دالة على عدد ؛ نحو : اكتمل العمل عشرين يوما ، وتم عدد العاملين فيه ثلاثين عاملا. فكلمة : «عشرين» و «ثلاثين» ، .... حال.
(د) أن تكون إحدى حالين ينصبهما أفعل التفضيل ، متحدتين فى مدلولهما ، وتدل على أن صاحبها فى طور من أطواره مفضّل (١) على نفسه أو على غيره ، فى الحال الأخرى ، نحو : هذا الخادم شبابا أنشط منه كهولة ، فللخادم أطوار مختلفة ؛ منها طور الشباب ، وطور الكهولة ، وهو فى طور الشباب مفضل على نفسه فى طور الكهولة ، وناحية التفضيل هى النشاط.
ومثل : الشتاء بردا أشد منه دفئا. فللشتاء أطوار ، منها طور البرودة ، وطور الدفء. وهو فى ناحية البرد أشد منه فى ناحية الدفء. ومثل : الحقل قصبا أنفع منه قمحا.
ومن الأمثلة : الولد غلاما أقوى من الفتاة غلامة (٢) ـ المنزل سكنا أحسن من الفندق إقامة ...
وكلتا الحالين منصوبة بأفعل التفضيل. والأكثر أن تتقدم إحداهما عليه ، وهى المفضّلة ، وتتأخر الثانية (٣).
__________________
(١) ليس المراد بالتفضيل الحسن ، أو عدم العيب ، أو قلته ... وإنما المراد الزيادة فى الشىء مطلقا ؛ حسنا أو قبحا. (كما سيجىء فى باب التفضيل ، ج ٣).
(٢) مؤنث غلام.
(٣) كما يجىء فى رقم ٢ من هامش ٥ ، ٣ وفى «د» من ص ٣٥٨ ، ثم انظر الملاحظة التى فى ص ٣٥٩ حيث يجوز تأخرهما.