واحدا فواحدا ، أو : ثم واحدا ـ يمشى الجنود ثلاثة فثلاثة ، أو : ثم ثلاثة ... (١) ويصح أن يقال : ادخلوا الأول فالأول (٢) ... و... و... فيكون حرف العطف ظاهرا ، وما بعده معطوف على الحال التى قبله. ولكن الحال هنا ـ مع صحتها ـ فقدت الاشتقاق والتنكير معا.
(ه) أن تكون مصدرا صريحا (٣) متضمنا معنى الوصف (أى : المشتق) ؛ بحيث تقوم قرينة تدل على هذا ؛ نحو اذهب جريا لإحضار البريد ؛ أى : جاريا ـ تكلم الخطيب ارتجالا ، أى : مرتجلا (٤) ـ حضر الوالد بغتة. أى : مفاجئا ...
لا تثق بالكذوب ، واعلم يقينا |
|
أن شرّ الرجال فينا الكذوب |
أى : متيقنا.
وقد ورد ـ بكثرة ـ فى الكلام الفصيح وقوع المصدر الصريح المنكّر حالا ؛ ولكثرته كان القياس عليه مباحا فى رأى بعض المحققين ، وهو رأى ـ فوق صحته ـ فيه تيسير ، وتوسعة ، وشمول لأنواع من المصادر أجازها فريق ، ومنعها فريق. ولا معنى لتأويل المصادر الكثيرة المسموعة تأويلا يبعدها عن المصدر ، كما فعل بعض النحاة من ابتكار عدة أنواع من التأويل بغير
__________________
(١) وقد يكون الغرض من التكرار الاستيعاب لا الترتيب ؛ فقد جاء فى كتاب الإقليد : (إن العرب تكرر الشىء مرتين فتستوعب جميع جنسه) ؛ مثل : ستمر بك أبواب الكتاب مفصلة بابا بابا. (راجع ص ٨٠ من حاشية الألوسى على شرح القطر).
(٢) «الأول» السابقة «حال» منصوبة ، والثانية معطوفة عليها بالفاء التى تفيد الترتيب. وزيدت فيهما «أل» شذوذا. كما تزاد فى النظم للضرورة. والأصل : ادخلوا أول فأول ؛ أى : ادخلوا مترتبين (وقد سبق هذا عند الكلام على «أل» الزائدة ـ ج ١ م ٣١ ص ٣٩٨ «ب» ـ) انظر ما يتصل بهذا فى ص ٣٥٠.
(٣) أما المصدر المؤول فلا يكون حالا ؛ لأنه يشتمل على ضمير يجعل الحال معرفة ، فتخالف الأغلب فيها ؛ وهو : التنكير. وبالرغم من هذا يصح وقوعها مصدرا مؤولا بشرط أن تكون أداة السبك هى : «ما» المصدرية ، وبعدها فعل من أفعال الاستثناء الثلاثة ، ـ «خلا» أو «عدا» أو «حاشا» لأن المصدر المؤول هنا يؤول بنكرة. (انظر رقم ٢ من هامش ص ٣٣٠. وفى ج ١ ص ٢٩١ م ٢٩ إشارة لبعض ما تقدم).
(٤) من غير إعداد سابق للخطبة.