٢ ـ وكذلك يشمل أن تكون مؤكدة لعاملها ؛ إما فى اللفظ والمعنى معا ، نحو قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً،) وإما فى المعنى فقط ، نحو قوله تعالى : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ، وَيَوْمَ أَمُوتُ ، وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا،) فكلمة : «حيّا». حال من فاعل المضارع : أبعث ، أى : من الضمير المستتر (أنا). ومعناها : الحياة ، وهو معنى الفعل : أبعث ؛ لأن البعث هو الحياة بعد الموت. فمعناها موكّد لمعنى عاملها. والرسالة صفة ملازمة للرسول ، وكذا حياة المبعوث ؛ فكلاهما وصف حلّ بصاحبه لا يفارقه.
٣ ـ ويشمل أيضا أن تكون مؤكّدة بمعناها معنى صاحبها مع ملازمتها صاحبها ؛ نحو : اختلف كل الشعوب جميعا. فكلمة : «جميعا» حال مؤكدة معنى صاحبها ، وهو : «كلّ» ، لأن معنى الجمعية هو معنى الكلية ، لا يفترقان وسنعود للكلام على أنواع من المؤكدة بمناسبة أخرى (١).
(ب) أن يكون عاملها دالّا على تجدّد صاحبها ؛ بأن يكون صاحبها فردا من نوع يستمر فيه خلق الأفراد وإيجادها على مر الأيام ، أى : أن لذلك الفرد أشباه ونظراء توجد وتخلق بعد أن لم تكن. ويتكرر هذا الخلق والإيجاد طول الحياة ؛ نحو : خلق الله جلد النمر منقّطا ، وجلد الحمار الوحشىّ مخطّطا ؛ فكلمة «منقطا» حال ، وكذا كلمة «مخططا» ، وعاملهما : ، «خلق» ، وهو يدل على تجدّد هذا المخلوق ، أى : إيجاد أمثاله ، واستمرار الإيجاد فى الأزمنة المقبلة.
(ح) أحوال مرجعها السماع ، وتدل على الدوام بقرائن خارجية ؛ مثل ؛ «قائما» فى قوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ـ قائِماً بِالْقِسْطِ،) فكلمة «قائما» حال ، وعاملها الفعل : «شهد» ، وصاحبها : «الله». ودوام القيام بالقسط معروف من أمر خارجى عن الجملة ؛ هو : صفات الخالق. ومثل : «مفصّلا» فى قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً)(٢).
* * *
الثانى : انقسامها بحسب الاشتقاق والجمود (٣) إلى : «مشتقة» ـ وهى الغالبة ؛
__________________
(١) فى ص ٣٥٧ و ٣٦٥ و ٣٧٠.
(٢) مبينا فيه الحق والباطل بحيث لا يلتبس أحدهما بالآخر ، ولا يختلط به.
(٣) وفيما سبق من تعريف الحال ، وبيان المنتقل منها والثابت ، والجامد والمشتق ، وأن المنتقل غالب ولكنه ليس مستحقا ، أى : ليس واجبا ـ يقول ابن مالك :
الحال : وصف ، فضلة ، منتصب |
|
مفهم فى حال : (كفردا أذهب) ـ ١ |
ـ