القياس عليها. وقد أوّلها النحاة ليصححوها ؛ فقالوا : إن «ما» التى وقعت قبلها ليست مصدرية ، ولكنها زائدة. ولا خير فى هذا التأويل ، لأن العربى الذى نطق بتلك الأمثلة لا يعرف «ما» المصدرية ، ولا الزائدة ، ولا شيئا من هذه المصطلحات التى ظهرت أيام تدوين العلوم ، وجمعها ، وتأليفها ، ولا شأن له بها. هذا إلى أن التأويل السابق ـ كشأن كثير من نظائره ـ قد يخضع لغة قبيلة ولهجتها لأخرى تخالفها من غير علم أصحابها. وهذا غير سائغ ؛ كما أشرنا مرارا.
__________________
ـ بما فى الجملة من فعل أو غيره مما يصح التعلق به ، فإن لم يوجد ما يصلح فقد يتعلق بالنسبة (الإسناد) وذلك كالنسبة المأخوذة من قول ابن مالك «فهما حرفان» فالظرف «حيث» متعلق بالنسبة. أى تثبت حرفيتهما حيث جرا ... ـ وسيجىء إشارة لهذا فى باب حروف الجر عند الكلام على التعلق فى رقم ٢ من هامش ص ٤٠٩ كما سيجىء فى ج ٤ م ١٥٧ ص ٣٥١ إشارة لإجراء الظرف مجرى الشرط ـ.
ثم بين أن الأداة : «حاشا» شبيهة بالأداة : «خلا» فى كل أحكامها. لكن لا تجىء : «ما» ، قبل : «حاشا» وأن فيها لغات أشهرها «حاش» ، و «حشا» ، حيث يقول :
وكخلا : حاشا ، ولا تصحب «ما» |
|
وقيل : «حاش» ، «وحشا» ؛ فاحفظهما |