الفعلية التى بعدها (١) ، فهو فى محل نصب حال (٢) مؤولة بالمشتق ، أو ظرف زمان. والتقدير على الأول : (أحب الأدباء مجاوزين الخداع ... مجاوزة التافهة ... و... مجاوزة السوقية).
والتقدير على الثانى : (وقت مجاوزتهم الخداع ... وقت مجاوزتها التافهة ... وقت مجاوزتها السوقية) (٣) ... وكلا التقديرين حسن ، ولا يكاد يختلف فى الدلالة عن الآخر.
٢ ـ أما إذا لم تتقدم «ما» المصدرية على الكلمات الثلاث السابقة فيجوز اعتبارها أفعالا ماضية جامدة تنصب المستثنى ، مفعولا لها ، وفاعلها ضمير مستتر وجوبا تقديره : «هو» ـ كما سلف ـ والجملة فى محل نصب حال ، أو لا محل لها من الإعراب ، مستأنفة. ويجوز اعتبارها حروف جر ، والمستثنى مجرور بها ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما أو بما يشبهه. أو أنهما ليسا فى حاجة ـ إلى تعلق. على اعتبار الثلاثة حروف جر شبيهة بالزائد (٤) ، (وحرف الجر الشبيه بالزائد لا يحتاج إلى تعليق) ، ففى الأمثلة السابقة يجوز : أحب الأدباء عدا الخداع ، أو : الخداع ـ وأقرأ الصحف خلا التافهة ، أو التافهة ـ وأشاهد تمثيل المسرحيات حاشا السوقية أو السوقية. فكلمات : (الخدّاع ، التافهة ، السوقية) ـ يجوز فى كل منها النصب ، فيكون المستثنى مفعولا به ، والعامل فعلا ماضيا جامدا. ويجوز فيها الجر والعامل حرف جرّ (٥) ...
__________________
(١) فعل الاستثناء جامد لا يدخل بنفسه فى صياغة المصدر المنسبك ؛ وإنما يدخل الفعل الذى بمعناه ؛ وهو : جاوز. هذا ، والحرف المصدرى لا يدخل على فعل جامد إلا على هذه الأفعال ؛ لأنها مستثناة من القاعدة السالفة ، أو لأنها متصرفة فى أصلها ـ وقد أشرنا لهذا فى ج ١ م ٢٩. ـ
(٢) الحال هنا جائزة ، بالرغم من أن الحال لا تكون مصدرا مؤولا ؛ لاشتماله على ضمير يجعلها معرفة. ولكنها هنا معرفة مؤولة بالنكرة ، أى : مجاوزين ـ مثلا ـ (كما سيجىء فى : «ه» من ص ٣٤٦ ورقم ٣ من هامشها).
(٣) طريقة صوغ المصدر المؤول من «ما» وصلتها وكل ما يتصل بها ـ مدونة فى ج ١ ص ٢٩٦ م ٢٩ آخر باب الموصول.
(٤) ـ كما سيجىء فى ص ٤١٧ ـ ولا داعى للأخذ بهذا الرأى ، لأنه معقد ، وحجة أصحابه واهية
(٥) «ملاحظة» ـ : قالوا إنما يجوز الأمران ـ النصب والجر ـ بعد تلك الأفعال الثلاثة فى غير الحالة التى يكون المستثنى بها ياء المتكلم. فإن كان المستثنى بها ضميرا للمتكلم (الياء) ولم توجد «ما» المصدرية تعيّن اعتبار الأداة ـ