٢ ـ إن كان الكلام تامّا غير موجب والمستثنيات متقدمة نصبت جميعا ؛ نحو : ما غاب إلا الشمس ـ إلا القمر إلا المرّيخ ـ النجوم. فإن تأخرت نصبت أيضا. ما عدا واحدا منها ـ أىّ واحد ـ فيجوز فيه أمران ؛ إما النصب على الاستثناء كغيره ، وإما البدل من المستثنى منه ؛ مثل : ما غابت النجوم ، إلا الشمس (بالرفع أو النصب) إلا القمر ـ إلا المرّيخ.
٣ ـ إن كان الكلام مفرغا وجب إخضاع احد المستثنيات (١) لحاجة العامل الذى قبل «إلا» «الأولى» ، ونصب باقى المستثنيات ، نحو ما نبت إلا قمح جيد ـ إلا شعيرا غزيرا ـ إلا قصبا قويّا ...
وإذا كانت «إلا» التى جاءت للتكرار تفيد استثناء جديدا ـ كما سبق ـ فلا بد أن يجىء بعدها مستثنى ، ولا بد أن يكون له مستثنى منه. فأين هذا المستثنى منه؟ أهو المستثنى منه الأول السابق ، أم هو المستثنى الذى قبل «إلا» المكررة مباشرة ، فيكون المستثنى الذى بعدها خارجا ومطروحا من المستثنى الذى قبلها مباشرة؟ وبعبارة أخرى : أين «المستثنى منه» بعد «إلا» المكررة لغير توكيد فى مثل : بكّر العاملون إلا صالحا ، إلا محمودا ، إلا حسينا؟ فكلمة : «محمودا» مستثنى ثان ، فأين المستثنى منه؟ أهو : «العاملون» المستثنى منه الأول ، أم هو «صالحا» المستثنى الذى قبله مباشرة؟
وكذلك : «حسينا» مستثنى ثالث ... فأين المستثنى منه؟ أهو العاملون أم (محمودا) ، أم ما ذا؟
إذا لم يمكن استثناء بعض المستثنيات من بعض ـ كهذا المثال ـ كان المستثنى منه هو الأول حتما ، وهو هنا : العاملون. أما إذا أمكن استثناء كل واحد مما قبله مباشرة ـ كالأعداد ـ فيجوز الأمران ، أى : استثناء كل واحد مما قبله مباشرة ، أو استثناء المجموع من المستثنى منه الأول ؛ ففى مثل : أنفقت عشرة ، إلا أربعة ، إلا اثنين ، إلا واحدا ، يجوز إسقاط المستثنيات كلها من العشرة ، فنجمع أربعة ، واثنين ، وواحدا ، ونطرح المجموع من العشرة ؛ فيكون الباقى الذى أنفق هو ثلاثة. أى : ١٠ ـ (٤+ ٢+ ١) ـ ٣ كما يجوز إسقاط المستثنى
__________________
(١) ليس من اللازم أن يكون الأول ، وإن كان هو المستحسن.