الحق أن هذا كله ـ وأشباهه ـ هو الجانب المعيب فى : «نظرية العامل» ، إذ يمنحه سلطانا قويّا يتحكم به فى صياغة الأسلوب ، أو فى ضبطه ، بغير سند يؤيده من فصيح الكلام. وقد سبق أن امتدحنا هذه النظرية البارعة التى لم تصدر إلا عن عبقرية ، وذكاء لماح ، وقلنا (١) إنها لا عيب فيها إلا ما قد يشوبها فى قليل من الأحيان من مثل هذه الهنوات.
(ح) فى مثل : ما أحد يقول الباطل إلا الدنىء ، يجوز فى كلمة : «الدنىء» أن يكون بدلا مرفوعا من كلمة : «أحد» أو : من ضميره المستتر الواقع فاعلا للمضارع. ويجوز نصبه على الاستثناء. فللرفع ناحيتان ، وللنصب واحدة.
أما فى مثل : ما رأيت أحدا يقول الباطل إلا الدنىء ، فيجوز فى كلمة : «الدنىء» النصب على الاستثناء ، أو : على البدلية من كلمة : «أحدا» المنصوبة ويجوز فيها الرفع على البدلية من الفاعل المستتر فى الفعل المضارع ؛ فللنصب ناحيتان وللرفع ناحية.
* * *
__________________
(١) ج ١ ص ٤٥ م ٦.