٢ ـ إن كان المستثنى المنقطع مفردا منصوبا فأداة الاستثناء : «إلا» تكون ـ عند أكثر النحاة ـ بمعنى : لكنّ (المشددة النون) التى تفيد الابتداء ، والاستدراك ، وتعمل عمل : «إنّ» ، نحو : نام أصحاب البيت إلا عصفورا مغردا. فكلمة : «إلا» بمعنى : «لكنّ» المذكورة ، التى تقتضى بعدها جملة اسمية الأصل تنصب فيها المبتدأ وترفع الخبر ؛ سواء أكان خبرها مذكورا أم محذوفا. ولا بدّ ـ على هذا الرأى ـ من جملة اسمية بعدها ، ولا بدّ من ذكر جملة أخرى قبلها ؛ فكأن التقدير : نام أصحاب البيت لكنّ عصفورا مغردا يقظ ، أو : لم ينم ...
ويرى سيبويه أن المستثنى المنقطع المنصوب بعد «إلا» إنما هو منصوب بعامل قبلها ؛ شأنه فى هذا شأن المستثنى المتصل. فما بعد «إلّا» عند سيبويه ـ مفرد سواء أكان متصلا أم منقطعا. وهى بمعنى : «لكن» العاطفة التى لا يقع المعطوف بها إلا مفردا غير أن «إلّا» ليست حرف عطف. والأخذ برأى سيبويه فى اعتبار المستثنى المنقطع أسهل وأيسر.
٣ ـ وإن كان المستثنى المنقطع مفردا مرفوعا ـ ؛ كما فى حالة البدلية .. عند من يجيزها ، والابتداء عند من لا يجيزها (١) ـ فى نحو ؛ ما سهر أصحاب البيت إلا عصفور مغرد ـ كانت أداة الاستثناء «إلا» بمعنى : لكن (ساكنة النون) فأصل التقدير ، ما سهر أصحاب البيت لكن عصفور مغرد سهر.
والسبب فى كل هذه التقديرات ـ كما يبدو ـ هو إدخال كل ضبط من تلك الضبوط تحت قاعدة نحوية عامة ، أما المعنى فلن يتغير فى المستثنى ، ولا المستثنى منه ، ولا غيرهما ، وسيظل المستثنى منصوبا على الاستثناء إن كان جملة أو مفردا منصوبا ، فإن كان مفردا غير منصوب فهو بدل. ويجوز فى الاسم المرفوع اعتباره مبتدأ خبره مذكور أو محذوف ، كما تقدم ـ والجملة منصوبة على الاستثناء.
بالرغم من أن المنقطع ليس بعضا من المستثنى منه فإنه لا يجوز أن يكون منقطع المناسبة والعلاقة بينه وبين المستثنى منه انقطاعا كليّا فى المعتاد ـ كما سبق (٢) ـ
__________________
(١) راجع رقم ٣ من هامش ص ٣٠٥.
(٢) فى ص ٢٩٤ «ه».