والثانى : ما كان مشتملا على نفى أو شبهه ؛ نحو : ما تأخر المدعوون للحفل إلا واحدا ـ هل تأخر المدعوون إلا واحدا (١)؟
ومن النفى ما هو معنوى (يفهم من المعنى اللغوى للكلمة ، دون وجود لفظ من ألفاظ النفى). مثل : يأبى الله إلا أن يتم نوره ، فمعنى «يأبى» : لا يريد. ومثل : قلّ رجل يفعل ذلك ، لأن معنى : «قلّ» فى هذا الأسلوب المسموع ، هو : النفى ؛ أى : لا رجل يقول ذلك.
أما «لو» فى مثل : لو حضر الضيوف إلا واحدا ، لأكرمتهم ، فإنه نفى ضمنىّ غير مقصود ، فلا ينظر إليه من هذه الناحية ، فكأنه غير موجود.
(د) الاستثناء المفرغ (٢) ، هو : ما حذف فيه المستثنى منه والكلام غير موجب ؛ (فلا بد من الأمرين معا) (٣) نحو : ما تكلم ... إلا واحد ـ ما شاهدت ... إلا واحدا ـ ما ذهبت ... إلا لواحد والأصل ـ مثلا ـ قبل الحذف : ما تكلم الناس إلا ... ـ ما شاهدت الناس إلا ... ـ ما ذهبت للناس إلّا (٤) ... ثم حذف المستثنى منه ، كحذفه فى قول الشاعر :
لا يكتم السرّ إلا كلّ ذى شرف |
|
والسّرّ عند كرام الناس مكتوم |
والأصل : لا يكتم الناس السرّ إلا كل ذى شرف.
فالاستثناء المفرّغ يقتضى أمرين مجتمعين حتما (٥) ؛ أن يكون الكلام غير تام ، وغير موجب. وهذا أمر يجب التنبه له. وإلى أن أداة الاستثناء الفعلية لا يصح استخدامها فيه. ـ لأنها لا تستخدم إلا فى الاستثناء التام المتصل (٦) ـ
__________________
(١) من النحاة من يرى أن هذا النوع لا تستخدم فيه أدوات الاستثناء الفعلية ، ورأيه ضعيف يجب إهماله ؛ أخذا بصريح ما جاء فى المفصل ـ ح ٢ ص ٧٧ و ٧٨ ـ. وفى الخضرى والصبان ـ وسيجىء هذا فى رقم ١ من هامش ص ٢٢٨ ـ.
(٢) انظر رقم ٢ من هامش ص ٢٩٣ أما سبب التسمية ففى ص ١٩٨.
(٣) ومن القليل الذى لا يلتفت إليه وقوع التفريغ فى الإيجاب ، إذا كان المحذوف فضلة حصلت مع حذفه فائدة. لكن هذه القلة لا اعتبار لها ، ويجب إهمالها ـ كما نصوا على ذلك ـ راجع الصبان ـ
(٤) يوضح هذا المثال ما يجىء فى رقم ١ من هامش ص ٢٩٩.
(٥) انظر ص ٣٢٨ وقد ورد النص الخاص بمنع استخدام أداة الاستثناء الفعلية فى غير التام المتصل فى حاشية الخضرى ، وبالجزء الثانى من الصبان عند الكلام على الأدوات الفعلية ، وكذا المفصل ج ٢ ص ٧٧.