ظرفا ، وقد يترك الظرفية ـ ولا يسمى ظرفا ـ إلى شبهها ، وهو الجر بالحرف : «من» ـ غالبا (١) ـ فمثال الذى لا يستعمل إلا ظرفا : «قطّ» (٢) ، و «عوض» (٣) و «بدل» ؛ بمعنى : مكان (مثل : خذ هذا بدل ذاك) ، و «مكان» بمعنى بدل. (أما «مكان» بمعناه الأصلى فظرف متصرف) «وسحر» (٤) ؛ إذا أريد به سحر يوم معين محدد ؛ نحو : أزورك سحر يوم السبت المقبل ؛ وإلا فهو ظرف متصرف ؛ نحو : تمتعت بسحر منعش ؛ فهل يساعفنى سحر مثله؟
ومثال ما يلازم النصب على الظرفية وقد يتركها إلى شبهها : (عند ، ولدن ، وقبل ، وبعد ... و...) مثل : مكثت عندك ساعة ، ثم خرجت من عندك إلى بيتى ـ سأقصد الحدائق لدن الصبح حتى الضحا ، ثم أعود من لدنها ـ ـ حضرت قبل الميعاد ، ولم أحضر بعده. أو : حضرت من قبل الميعاد ، ولم أحضر من بعده (٥).
__________________
(١) قلنا : «غالبا» لأن الظرف : «أين» قد يخرج عن النصب على الظرفية إلى الجر بالحرف : «من» أو : «إلى». وكذلك الظرفان : «ثم» و «هنا» ـ بلغاتهما المختلفة ـ وهما فى الوقت نفسه من أسماء الإشارة ؛ فيخرجان إلى الجر بأحد الحرفين : «من» أو «إلى» (راجع الصبان ج ١ باب اسم الإشارة عند الكلام على : ثمّ ـ وسبق لهذا بيان فى ج ١ باب اسم الإشارة م ٢٥). وكذلك الظرف : «متى» قد يخرج إلى الجر بالحرف : «إلى» أو : حتى.
(٢ ، ٣) سبق الكلام عليهما فى هذا الجزء ص ١١٤ م ٦٨ وملخصه : أن «قط» ظرف زمان لاستغراق الماضى ، ولا يستعمل ـ فى الغالب ـ إلا بعد نفى أو شبهه. والأفصح فى ضبطه : فتح القاف وضم الطاء مع تشديدها ، وفيها لغات أخرى ـ وهو ظرف مبنى على الضم ، مثل : ما خدعت أحدا قط («وقطّ» غير : «فقط» التى سبق الكلام عليها فى رقم ١ من هامش ص ١١٤ ـ وقلنا هناك إن إيضاحها ، وبيان حكمها فى ج ١ م ٣٠ عند بيت ابن مالك فى المعرف «بأل» : «أل» حرف تعريف ... وأنها بمعنى : «حسب» والفاء زائدة لتزيين اللفظ) ...
وعوض : ظرف لاستغراق الزمان المستقبل ، ـ غالبا ـ ولا يكاد يستعمل إلا بعد نفى أو شبهه. وهو مبنى على الضم ، أو الفتح ، أو الكسر ، إن لم يضف. فإن أضيف أعرب ؛ نحو : لن أخادع عوض العائضين.
(٤) الثلث الأخير من الليل.
(٥) لهذه الظروف وملازمتهما النصب على الظرفية أحكام تفصيلية موضع الكلام عليها باب : «الإضافة» ج ٣ ص ١١٤ وما بعدها.
وغر ذى التصرف : الذي لزم ظرفية ، |
|
أو شبهها ـ من الكلم |
يريد : أن الظرف غير المتصرف من الكلمات ، هو : الذي لزم الظرفية وحدها ، أو : لزم الظرفية وقد يتركها إلى شبها أحيانا. وفي البيت تقصير في صيافته ، لقوله : وغيرصاحب التصرف. بدل قوله : وغير المتصرف. وكما الحذف في الشطر الأخير حيث الواجب : ظرفية فقط ، أو ظرفية وشبها.