حكم الظرف غير المتصرف :
١ ـ إما معرب ممنوع من الصرف ؛ مثل : سحر ـ عتمة (١) ـ عشية (٢) بشرط أن يقصد بكل واحدة التعيين الدال على وقت خاص ، فتكون علم جنس عليه ؛ لدلالتها على زمن معين محدد دون غيره من الأزمان المبهمة الخالية من التعيين ، نحو : استيقظت ليلة الخميس سحر ـ حضرت يوم الجمعة عشيّة ـ سهرت يوم السبت عتمة.
فإن فقدت هذه العلمية صارت نكرة لا تدل على وقت مخصص من يوم بذاته ، وخرجت من نوع الظرف غير المتصرف ودخلت فى نوع المتصرف المنصرف فتصير مبتدأ ، وخبرا ، وفاعلا و... وغير ذلك ، مع التنوين فى كل حالة ؛ نحو سحر خير من عشيّة ، وربّ عتمة خير من سحر (٣).
٢ ـ وإما معرب مصروف مثل : «بدل» و «مكان» السالفين (٤).
٣ ـ وإما مبنى على السكون أو غيره ، مثل : لدن ، ومذ ، ومنذ (٥) وقطّ ، ... وغيرها (مما سيجىء (٦) فى الزيادة والتفصيل).
٤ ـ جميع الظروف غير المتصرفة لا يصح التصريح قبلها بالحرف : «فى» بخلاف المتصرفة ، وإذا ظهرت «فى» قبل الظرف ـ مطلقا ـ فإنه يصير اسما محضا مجرورا بها ، ولا يصح تسميته ظرف زمان أو ظرف (٧) مكان.
__________________
(١) الثلث الأول من الليل. (وعى ممنوعة من الصرف ، على رأى راجح).
(٢) آخر النهار.
(٣) فتمنع كلمة : «سحر» للعلمية والعدل عن السّحر ؛ لأنها تدل على معين كما تدل عليه الكلمة المقرونة بأل التى للتعريف ؛ فكان حقها التصدير بكلمة «أل» التى للتعريف ، ولكن العرب عدلوا عن هذا ؛ فاجتمع فى الكلمة العلمية والعدل ، وبسبب اجتماعهما تحقق ما يوجب منع الصرف ـ كما يقول النحاة ـ.
وتمنع كلمتا : «عتمة وعشية» للعلمية والتأنيث اللفظى. (وقد يوضح العلمية هنا ما سبق فى رقم ٢ من هامش ص ٢٤٥) ويشترط لمنع الثلاثة من الصرف الخلو من «أل» ومن الإضافة فإن نكرت نونت وتصرفت ؛ كقوله تعالى : (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) وكذلك مع أل أو الإضافة ؛ نحو : سافر الرجل يوم الجمعة السحر منه ، أو فى سحره. (ولهذا الكلام صلة بما سيجىء عنها فى ص ٥١١).
(٤) فى ص ٢٤٦.
(٥) لا يكون «مذ ومنذ» غير متصرفين إلا على الرأى الذى يمنع وقوعهما مبتدأ ، أو شيئا آخر غير الظرفية (كما يجىء فى رقم ٣ هامش ص ٢٥٤).
(٦) فى ص ٢٥٠.
(٧) كما سبق فى ص ٢٤٤ و ١ من ص ٢٣١.