مثقف؟ أى : أتبخل بخلا ... أتسفه سفاهة ... وإعراب المصدر هنا كسابقه.
ونيابة المصدر عن عامله المحذوف فى الأساليب الإنشائية الطلبية ـ قياسية ، بشرط أن يكون العامل المحذوف فعلا من لفظ المصدر ومادته ، وأن يكون المصدر مفردا منكرا ، وإلا كان سماعيّا ؛ مثل : ويحه ، ـ ويله (١) ... ـ كما تقدم (٢) ـ.
٢ ـ ويراد ـ هنا ـ بالأساليب الإنشائية غير الطلبية : المصادر الدالة على معنى يراد إقراره وإعلانه ، من غير طلب شىء (٣) ، أو عدم إقراره ، كما سبق (٤). والكثير من هذه المصادر مسموع عن العرب جار مجرى الأمثال ، والأمثال لا تغير ؛ كقولهم عند تذكر النعمة : حمدا ، وشكرا ، لا كفرا ؛ أى : أحمد الله وأشكره ـ ولا أكفر به. وكانوا يردّدون الكلمات الثلاث مجتمعة لهذا الغرض وهو إنشاء المدح ، والشكر ، وإعلان عدم الكفر. ووجوب حذف العامل متوقف على اجتماعها ؛ مراعاة للمأثور ؛ وإلا لم يكن الحذف واجبا.
وكقولهم عند تذكر الشدة : «صبرا ، لا جزعا». بمعنى : أصبر ، لا أجزع ، يريدون إنشاء هذا المعنى. وعند ظهور ما يعجب : «عجبا» ، بمعنى : أعجب ، وعند الحث على أمر : افعل وكرامة ، أى : وأكرمك. وعند إظهار الموافقة والامتثال : سمعا وطاعة ، بمعنى : أسمع وأطيع.
والمصدر فى كل ما سبق ـ أو : المفعول المطلق ـ منصوب بالعامل المحذوف وجوبا وهو الذى ناب عنه المصدر فى أداء المعنى ، وفى تحمل الضمير الفاعل ، وتقديره للمتكلم : أنا.
__________________
(١) المصادر الدالة على الطلب لا تصلح أن تكون نعتا ، ولا منعوتا ـ كما سيجىء فى باب النعت ـ ج ٣ ص ٣٤٧.
(٢) فى رقم ٣ من هامش ص ٢٠٨.
(٣) المقصود فى الأساليب الآتية : الإنشاء غير الطلبى ـ وقد شرحناه فى رقم ٤ من هامش ص ١٠٨ ـ ولكنهم جعلوها من قسم الخبر نظرا لصورة العامل ولفظه. ويرى بعض النحاة أنها أساليب خبرية لفظا ومعنى. وهذا رأى حسن ، لوضوحه ، والمسألة رهن بالاصطلاح.
(٤) فى رقم ٤ من هامش ص ٢٠٨.