الأخير وأهملنا الأول وجب إلحاق الضمير المناسب بالأول (١) ؛ فنقول : (شربت ، وتمهلت العاطشة). (شربا ، وتمهل العاطشان). (شربتا ، وتمهلت العاطشتان) (شربوا وتمهل العاطشون). (شربن وتمهلت العاطشات).
الثانية : أن يكون المعمول «المتنازع فيه» اسما منصوبا أصله عمدة ؛ كمفعولى «ظن» وأخواتها ؛ فأصلهما المبتدأ والخبر ؛ وكخبر «كان» وأخواتها (٢). وفى هذه الحالة لا يحذف الضمير المناسب وإنما يبقى ويوضع متأخرا عن المعمول (المتنازع فيه) ؛ نحو : أظنهما ـ ويظن محمد حامدا ومحمودا ، مخلصين ـ إياهما ، فالفعلان تنازعا كلمة : «مخلصين» لتكون المفعول الثانى ... فجعلناها للأخير ، وأعملنا الأول فى الضمير العائد إليهما متأخرا.
والمراد : يظن محمد حامدا ومحمودا مخلصين ، وأظنهما إياهما ، أى : أظن حامدا ومحمودا المخلصين. «فحامدا» : مفعول أول للفعل : «يظن». و «محمودا» : معطوف عليه. «مخلصين» مفعول ثان للفعل : «يظن». و «أظنهما» : «أظن» : مضارع ، فاعله مستتر تقديره : «أنا». «هما» ضمير ، مفعول أول. وقد تقدم ليتصل بفعله ، لأن الاتصال ممكن ؛ وهذا يقتضى التقديم فلا داعى للانفصال (٣). «إياهما» : المفعول الثانى الذى جاء متأخرا (٤).
ومثل : كنت وكان الصديق أخا إياه. فالفعلان تنازعا كلمة : «أخا» لتكون خبرا ؛ فجعلناها للمتأخر منهما ، وأعملنا السابق فى ضمير هذا الخبر وجعلنا الضمير متأخرا بعد الخبر ؛ فالمراد : كان الصّديق أخا ، وكنت إياه ، أى : كنت أخا. ويصح : كنته ؛ لأن الاتصال ممكن وجائز ؛ فلا داعى للانفصال (٥).
__________________
(١) ولكى يقع الضمير موقعا صحيحا نتخيل ـ كما سبق ـ أن الفعل المهمل قد تأخر عن مكانه إلى آخر الجملة وقد سبقته واو العطف وقبلها الفعل العامل وفاعله. وعلى أساس هذا التخيل نجىء بالضمير مطابقا لمرجعه المتقدم عليه ، فكأن أصل الكلام : تمهلت العاطشة ، وشربت. تمهل العاطشان وشربا. تمهلت العاطشتان وشربتا. تمهل العاطشون وشربوا. تمهلت العاطشات وشر بن ...
(٢) إلا خبر الجامد منها ؛ مثل : «ليس» و «عسى» إذ لا يصلح الجامد الذى ليس فعل تعجب قياسى أن يكون عاملا فى «التنازع» ـ كما أوضحنا فى ص ١٧٦ و ١٧٧ ـ.
(٣ و ٣) طبقا لما سبق فى باب الضمير من الجزء الأول م ٢٠.
(٤) هناك رأى حسن ، يجيز حذفه. وارتضاه كثير من النحاة.