ومثل هذا يقال عند إعمال الأول أيضا فى مثال : «د» وهو : «أنست وسعدت
بالزائر الأديب» حيث يحتاج كل من العاملين فى تكملة معناه إلى الجار مع مجروره ؛ نحو : (أنست ـ وسعدت ـ بالزائر الأديب ، به (١)). (أنست ـ وسعدت ـ بالزائرة الأديبة ، بها). (أنست ـ وسعدت ـ بالزائرين الأديبين ، بهما). (أنست ـ وسعدت بالزائرتين الأديبتين ، بهما). (أنست ـ وسعدت ـ بالزائرين الأديبين ، بهم) ، (أنست ـ وسعدت ـ بالزائرات الأديبات ، بهن). وكأن الأصل مع التخيل : (أنست بالزائر الأديب ، وسعدت به). (أنست بالزائرة الأديبة ، وسعدت بها). (أنست بالزائرين الأديبين ، وسعدت بهما). (أنست بالزائرتين الأديبتين ، وسعدت بهما). أنست بالزائرين الأديبين ، وسعدت بهم) ، (أنست بالزائرات الأديبات ، وسعدت بهن.) ... و...
وهكذا نرى أن إعمال الأول يقتضى أمرين محتومين ، ألّا يعمل الأخير فى ذلك المعمول ، وأن يعمل هذا الأخير فى ضمير مطابق للمعمول فى الإفراد ، والتثنية. والجمع ، والتذكير ، والتأنيث. ويعتبر مرجع الضمير فى كل الصور السالفة متقدما عليه ، بالرغم من تأخر لفظ المرجع ـ كما أسلفنا ـ.
وهناك حالة واحدة لا يصح فيها مجىء الضمير لتعويض الأخير المهمل ، وإنما يجب أن يحل محله اسم ظاهر ، تلك الحالة تتحقق بأن يكون هذا الفعل المهمل محتاجا إلى مفعول به لا يصح حذفه ؛ لأنه عمدة فى الأصل ، ولا يصح إضماره ، إذ لو أضمرناه لترتب على إضماره عدم مطابقته لمرجعه الاسم الظاهر ؛ مثل : (أظن ـ ويظنانى أخا ـ محمودا وعليّا ، أخوين) فكلمة : «محمودا» هى المفعول به الأول للفعل العامل : «أظن» ، وكلمة : «عليّا» معطوفة عليها. و «أخوين» هى المفعول به الثانى للفعل : «أظن». وإلى هناك استوفى الفعل العامل : «أظن» مفعوليه. وبقى الفعل الأخير المهمل : «يظنان» وهو محتاج لمفعولين كذلك. فأين هما؟ أو أين ما يغنى عنهما؟
__________________
(١) يجيز فريق من النحاة تقديم هذا المعمول بعد عامله. وسيجىء فى الزيادة والتفصيل رأى مستقل.