زيادة وتفصيل :
(ا) ليس من اللازم ـ كما أشرنا (١) ـ الاقتصار فى أسلوب «التنازع» على عاملين متقدمين ، ولا على معمول واحد ظاهر (٢) بعدهما ، فقد يقتضى الأمر أن تكون العوامل ثلاثة (٣) متقدمة من غير أن يتعدد المعمول ؛ نحو : يجلس ويسمع ويكتب المتعلم. وقد تتعدد العوامل والمعمولات الظاهرة ؛ نحو : تكتبون وتقرءون وتحفظون النصوص الأدبية كل أسبوع. ففى صدر الكلام ثلاثة عوامل تتنازع العمل فى معمولين بعدها ؛ (أى : فى المفعول به. وهو : «النصوص» ، وفى الظرف (٤) ؛ وهو : «كلّ ...») والكثير فى التنازع الاقتصار على عاملين ومعمول واحد. ولا يعرف فى الأساليب القديمة الزيادة على أربعة عوامل ، ولكن لا مانع من الزيادة عند وجود ما يقتضيها. ويشترط ـ فى كل الحالات ـ أن تقوم القرينة على أن الأسلوب أسلوب تنازع ؛ لتجرى عليه أحكام التنازع ، وأنه ليس من باب اللف والنشر ؛ مثل : غرّد وزأر العصفور والأسد ...
(ب) لا بد أن يكون بين العاملين ـ أو العوامل ـ نوع ارتباط ؛ كالعطف
__________________
(١) فى رقم ٣ من هامش الصفحة ١٧٦.
(٢) لا فرق فى المعمول بين أن يكون اسما ظاهرا ، أو ضميرا بشرط أن يكون الضمير منفصلا مرفوعا ، أو منصوبا ، أو متصلا مجرورا ، نحو : على إنما قام وقعد هو ، وما زرت وصافحت إلا إياه. ووثقت وتقويت بك. كذلك لا فرق بين اختيار الأول وغيره للعمل ما لم يكن لأحدهما مرجح ؛ كوجود «بل» أو «لا» العاطفين. فيجب إعمال الأول فى مثل : أهنت لا أكرمت النمام. ويجب إعمال الثانى فى مثل : ضربت بل أكرمت الرجل. لأن «بل» ـ هنا ـ تجعل الحكم لما بعدها ، فما قبلها مسكوت عنه ، فلا يطلب المعمول. و «لا» ـ هنا ـ تجعل الحكم لما قبلها مثبتا. فما بعدها منفى لا يطلب المعمول.
(٣) ومنه قول القطامى :
صريع غوان راقهنّ ورقنه |
|
لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب |
فقد تنازع العمل فى الطرف : «لدن» عوامل ثلاثة ؛ هى : صريع ، وراق ـ وراق أيضا المسند إلى نون النسوة.
(٤) انظر «ح» ص ١٧٩.