«ملاحظة» :
الفعل اللازم ثلاثة أنواع يتردد ذكرها فى مناسبات مختلفة (١).
أولها : اللازم أصالة ؛ ويراد به الفعل الموضوع فى أصله اللغوى لازما ؛ مثل : نام ـ قعد ـ تحرك ـ ...
ثانيها : اللازم تنزيلا ؛ ويراد به الفعل المتعدى لواحد ، ولكن مفعوله هذا يحذف ـ غالبا ـ فى بعض الاستعمالات ؛ كأن يشتق من مصدر هذا الفعل اسم فاعل يضاف إلى فاعله ، فيصير اسم الفاعل بسبب هذه الإضافة دالا على الثبوت بعد كان قبل الإضافة دالا على الحدوث ، ويصير فى حالته الجديدة : «صفة مشبهة» ، ويسمى باسمها ، وتجرى عليه كل أحكامها مع بقائه على صورته الأولى ، دون بقاء اسمه السابق. وهو فى حالته الجديدة لا ينصب «مفعولا به» لأنه صار ـ كما قلنا ـ صفة مشبهة ، والصفة المشبهة لا تشتقّ أصالة إلّا من فعل لازم ، فحقّ ما هو بمنزلتها أن يكون كذلك ، فيحذف ـ فى الغالب ـ مفعوله ؛ مجاراة لها ، مثل : رحم قلب المؤمن الضعفاء ، يقال فيه : فلان راحم القلب.
ثالثها : اللازم تحويلا ، وهذا يكون بتحويل الفعل المتعدى لواحد إلى صيغة : «فعل» بقصد المدح أو الذم وهذه الصيغة لا تكون إلّا لازمة ؛ مثل : جهل الأمىّ ، فى ذمّ الأمىّ. والأصل المتعدى قبل التحويل هو : جهله ... ؛ فصار بعد التحويل لازما.
__________________
(١) ولا سيما باب «الصفة المشبهة» ـ ج ٣ م ١٠٤ و ١٠٥ ص ٢١٦ و ٢٥٠ حيث البيان ـ