المسألة ٧٠ :
تعدية الفعل ولزومه
الكلام على المفعول به ، وأحكامه المختلفة
الفعل التام (١) ثلاثة أنواع :
(ا) نوع يسمى : «المتعدى» (٢) ، وهو الذى ينصب بنفسه مفعولا به (٣) أو اثنين ، أو ثلاثة ؛ من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر ، أو غيره مما يؤدى إلى تعدية الفعل اللازم (٤) ؛ مثل : سمع ـ ظنّ ـ أعلم ، فى نحو : لما سمعت الخبر ظننت الراوى مخطئا ، لكن الصحف أعلمتنا الخبر صحيحا.
__________________
(١) الفعل التام ، هو : ما يكتفى بمرفوعه فى تأدية المعنى الأساسى للجملة ؛ مثل : ساد ـ أضاء ـ تحرك ـ ... وأشباهها ؛ حيث نقول : ساد الهدوء ـ أضاء النجم ـ تحرك الكوكب. أما الناقص فهو الذى لا يكتفى بمرفوعه فى ذلك ، وإنما يحتاج معه لمنصوب حتما ؛ مثل : «كان وأخواتها» من الأفعال الناسخة التى ترفع الاسم وتنصب الخبر ـ كما سبق فى ج ١ ص ٤٠٣ م ٤٢ ـ وهذه الأفعال الناقصة (الناسخة) لا توصف بأنها متعدية أو لازمة ، وإنما هى قسم مستقل ، ومثلها الأفعال المسموعة التى تصلح للأمرين ؛ فتستعمل فى المعنى الواحد لازمة ومتعدية ، مثل : شكرت لله على ما أنعم ، ونصحت للعاقل بشكره. أو : شكرت الله على ما أنعم ، ونصحت العاقل بشكره. فهذه الأفعال وأشباهها قسم قائم بذاته أيضا ؛ وعلى هذا تكون أنواع الفعل ـ من ناحية التعدى واللزوم أو عدمهما ـ أربعة ، نوع متعد فقط ، ونوع لازم فقط ، ونوع صالح للأمرين ، ونوع ناقص لا يوصف بأحدهما. والثلاثة الأولى أقسام للتام وحده.
(٢) يسميه بعض القدماء «المجاوز» ، أو «الواقع» ؛ لأن أثره لم يقتصر على الفاعل وإنما جاوزه إلى المفعول به ، فوقع مدلوله عليه.
(٣) المفعول به هو : ما وقع عليه فعل الفاعل إيجابا أو سلبا ؛ نحو : يطلب العاقل السعود ، ولا ينسى السعى الحميد لها. والمفعول به يعدّ ـ فى الأغلب ـ من الفضلات ؛ طبقا للبيان الذى فى ص ١٦٨ ـ ولا ينصبه إلا الفعل المتعدى وفروعه ، أما غيره من أنواع المفاعيل فينصبها الفعل المتعدى واللازم ، وكذا بقية المنصوبات. ويجوز الاقتصار على كلمة : «مفعول» وحدها ، دون تقييدها بالجار والمجرور بعدها ، لأن كلمة : «مفعول» إذا ذكرت مطلقة بغير قيد لا يراد منها إلا «المفعول به» وهو غير «المفعول المطلق» الذى سيجىء فى ص ١٩٣ ويختلف عنه اختلافا واسعا.
(٤) اللازم أنواع ثلاثة ، يجىء بيانها فى ص ١٥١. وسيجىء فى ص ١٥٢ بيان الوسائل التى تؤدى إلى تعدية الفعل اللازم.