ينعش ـ ليتما الجو يعتدل ، وإما على الفاعلية بفعل محذوف إذا وقع بعد أداة لا يليها إلا الفعل ـ كأداة الشرط ـ نحو : إن سيارة أقبلت فاحترس منها.
ويكون الرفع بالابتداء راجحا فى مثل : الزارع يكافح ؛ حيث لا يحتاج إلى تقدير شىء محذوف ، أما إعرابه فاعلا بفعل محذوف فيحتاج إلى تقدير ذلك الفعل ، والتقدير هنا ردىء ما دام الاسم غير واقع بعد أداة تطلب فعلا ؛ كأداة الاستفهام ، ونحوها ...
وقد يكون الرفع بالفعل المحذوف راجحا على الرفع بالابتداء فى مثل : العاملة لتجتهد ؛ لأن وقوع الجملة الطلبية خبرا قليل بالنسبة لغير الطلبية.
وقد يستويان فى مثل كلمة : «الزروع» من نحو : المطر نزل ، والزروع ارتوت منه. لأن الجملة الأولى ذات وجهين فإذا أعربت كلمة «الزروع» مبتدأ والجملة بعدها الخبر كانت هذه الجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية التى قبلها. وإذا أعربت كلمة : «الزروع» فاعلا لفعل محذوف كانت هذه الجملة الفعلية معطوفة على الجملة الفعلية الواقعة خبرا قبلها.
٥ ـ أبيات ابن مالك فى هذا الباب ليست مرتبة ترتيبا متماسكا يساير المعانى ويؤالف بعضه بعضا ، فقد يذكر بيتا أو بيتين فى أول الباب يشرح بهما قاعدة معينة ، ثم يأتى ببيت أو أكثر ليشرح قاعدة ثانية ، فثالثة ... ثم يذكر بيتا آخر يتمم القاعدة الأولى ، فآخر يتمم الثالثة ، وهكذا تتفرق أجزاء القاعدة الواحدة فى بيتين أو أكثر ليس بينهما توال ، أو اتصال مباشر. فلم يكن بد من استيفاء كل قاعدة على حدة استيفاء كاملا. ثم الإشارة فى الهامش إلى أبيات ابن مالك المتعلقة بتلك القاعدة ، وتدوينها على حسب ما يقتضيه تماسك القاعدة وتكاملها ، لا على حسب ورودها فى ألفيته ؛ وإلا جاءت القاعدة مفككة ، متناثرة هنا وهناك ، متداخلة فى غيرها. على أنا وضعنا بجانب كل بيت من أبيات ابن مالك رقما خاصّا به يدل على ترتيبه الحقيقى بين أبيات هذا الباب كما وردت فى ألفيته.
٦ ـ أسلوب : «الاشتغال» بمعناه العام دقيق ، يتطلب براعة فى تأليفه وضبطه ، كى يسلم من الخطأ ، والالتواء ، والتفكك ؛ فحبذا الاقتصاد فى استعماله.