وهذا ليس له فيه أي دور.
العصمة من الناس :
ثم يأتي قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (١) ليكون تأكيدا على صحة فعل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وسلامة وصدق توقعاته ، وأن ما فعله قد كان في محله .. ولا لوم عليه فيه ، إذ لولا العصمة الإلهية لم يصح التبليغ ، لأنه سيكون بمثابة التفريط بالمهمة ، والتقصير في اتخاذ الإحتياطات اللازمة ، وعدم توخي الظرف الملائم. والإستعجال وعدم انتظار توفر الشرائط.
فما بلغت رسالته :
وبعد أن عرفنا : أن القضية ليست قضية شخص ، وإنما هي قضية الرسالة ، أن تكون ، أو لا تكون ، وهو يساوق القول : بأنها قضية أن يكون هناك إنسان وحياة أو لا يكون. فقد أصبح واضحا أن المنع من إبلاغ الرسالة والإمامة معناه حرمان الإنسان من الهداية الإلهية ، ومن الرعاية الربانية ، وليس هناك جريمة أعظم ولا أخطر من ذلك.
ومن هنا ، كان لا بد من إلقاء نظرة على ما كانت عليه الحال في زمن الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله» ، فيما يرتبط بهذه النقطة بالذات ، لنتعرف على أولئك الناس الذين حاولوا منع الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله» من إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس ، وسعوا لزعزعة أركان هذا
__________________
(١) الآية ٦٧ من سورة المائدة.