استعمال كل منهما مكان الآخر ، فكان يجب أن يصح أن يقال : هذا مولى من فلان
.. ويصح أن يقال : هذا أولى من فلان .
وقد
أجاب علماؤنا على كلام الرازي بما يلي :
أولا
: إن الترادف
إنما يكون في حاصل المعنى ، دون الخصوصيات التي تنشأ من اختلاف الصيغ ،
والإشتقاقات ، أو أنحاء الإستعمال .. فكلمة «أفضل» تضاف إلى صيغة التثنيه بدون
كلمة «من» ، فيقال : زيد أفضل الرجلين ، لكن حين تضاف إلى المفرد ، فلا بد من كلمة
من ، فلا يقال : زيد أفضل عمرو ، بل يقال : زيد أفضل من عمرو.
ثانيا
: لنأخذ معنى
الناصر في كلمة «مولى» .. فإنه يصح أن يقال : فلان ناصر دين الله ، ولكن لا يصح أن
يقال : فلان مولى دين الله.
وقال عيسى : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) . ولا يقال : من مواليّ إلى الله ..
ويقال
: الله ولي
المؤمنين ومولاهم .. ويقال : فلان ولي الله ، ولا يقال : مولى الله ، كما ذكره
الراغب .
ويقال
: إنك عالم. ولا
يقال : إنّ أنت عالم.
فالمولى اسم
للمتولي ، والمالك للأمر ، والأولى بالتصرف. وليس صفة ولا هو من صيغ أفعل التفضيل
بمنزلة الأولى ، لكي يقال : إنه لا يأخذ أحكام كلمة «أولى» التي هي صفة ..
__________________