والصدق في مواطن اللقاء ، وترك الشماتة بالأعداء.
فقال «صلىاللهعليهوآله» حكماء علماء ، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء ، ثم قال : وأنا أزيدكم خمسا فتتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون ، فلا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدا زائلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون ، وارغبوا فيما أنتم عليه تقدمون وفيه تخلدون ، فانصرفوا وقد حفظوا وصيته «صلىاللهعليهوآله» وعملوا بها (١).
وما قلناه حول صحة هذا النقل أو عدم صحته هو نفس ما قلناه في سابقه ، فإنه زاد على سابقه ثناء آخر وهو أنهم كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء قبل أن يعملوا بالخمس التي زادهم إياها ..
ولسنا ندري إن كانوا بعد أن عملوا بالخمس الباقية هل وصلوا إلى مقام النبوة أم لا؟! غير أننا لم نجد لهؤلاء الناس أي نشاط يميزهم عن غيرهم ممن لم يكن مثلهم في الفقه والحكمة والعلم ..
٢ ـ وفود مهرة :
قالوا : قدم وفد مهرة. عليهم مهري بن الأبيض ، فعرض عليهم رسول
__________________
(١) المواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج ٥ ص ٢٢٧ ـ ٢٣٠ ومعجم قبائل العرب ج ١ ص ١٦ والإصابة ج ٢ ص ٩٨ عن أبي أحمد العسكري ، والرشاطي ، وابن عساكر ، وأبي سعيد النيسابوري في شرف المصطفى ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٤١ ص ١٩٨ و ٢٠١ ، وراجع : البداية والنهاية ج ٥ ص ١٠٩ ، والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٨١.