رأيت مثلي قطُّ أو أتم أو أجمل ، أو أكمل أو أحسن؟ وقد هويتك وأحببتك ، فنظر الغلام إلى الملك ، فقال : أفلا أضرب لها مثلاً؟ قال : بلى.
قال الغلام : زعموا أيّها الملك أنَّ ملكاً له ابنان فاسر أحدهما ملك آخر فحبسه في بيت وأمر أن لا يمرَّ عليه أحد إلّا رماه بحجر ، فمكث على ذلك حيناً ، ثمّ إنَّ أخاه قال لابيه ائذن لي فأنطلق إلى أخي فافديه وأحتال له؟ قال الملك : فانطلق وخذ معك ما شئت من مال ومتاع ودوابٍّ ، فاحتمل معه الزَّاد والرَّاحلة وانطلق معه المغنيّات والنّوائح فلمّا دنا من مدينة ذلك الملك أخبر الملك بقدومه فأمر النّاس بالخروج إليه وأمر له بمنزل خارج من المدينة فنزل الغلام في ذلك المنزل فلمّا جلس فيه ونشر متاعه وأمر غلمانه أن يبيعوا النّاس ويساهلوهم في بيعهم ويسامحوهم ففعلوا ذلك فلمّا رأى النّاس قد شغلوا بالبيع انسلّ ودخل المدينة وقد علم أين سجن أخيه ثمّ أتى السّجن فأخذ حصاة فرمى بها لينظر ما بقي من نفس أخيه ، فصاح حين أصابته الحصاة. وقال : قتلتني ففزع الحرس عند ذلك وخرجوا إليه وسألوه لم صحت وما شأنك وما بدا لك وما رأيناك تكلّمت ونحن نعذِّبك منذ حين ويضربك ويرميك كلُّ من يمرُّ بك بحجر ، ورماك هذا الرَّجل بحصاة فصحت منها؟ فقال : إنَّ النّاس كانوا من أمري على جهالة ورماني هذا عليّ علم فانصرف أخوه راجعاً إلى منزله ومتاعه ، وقال للنّاس : إذا كان غداً فأتوني أنشر عليكم بزّاً ومتاعاً لم تروا مثله قطُّ فانصرفوا يومئذ حتّى إذا كان من الغد غذوا عليه بأجمعهم فأمر بالبزِّ فنشروا وأمر بالمغنيّات والنّايحات وكلُّ صنف معه ممّا يلهي به النّاس فأخذوا في شأنهم فاشتغل النّاس فأتى أخاه فقطع عنه أغلاله ، وقال : أنا اداويك فاختلسه وأخرجه من المدينة فجعل على جراحاته دواء كان معه حتّى إذا وجد راحة أقامه على الطّريق ، ثمّ قال له : انطلق فانّك ستجد سفينة قد سيّرت لك في البحر ، فانطلق سائراً فوقع في جبّ فيه تنين وعلى الجب شجرة نابته فنظر إلى الشّجرة فإذا على رأسها اثنتا عشرة غولاً وفي أسفلها اثنا عشر سيفاً ، وتلك السّيوف مسلولة معلّقة فلم يزل يتحمّل ويحتال حتّى أخذ بغصن من الشّجرة فتعلق به وتخلص وسار حتّى أتى البحر فوجد سفينة قد اعدّت له إلى جانب