إذ رأيت في ما يرى النائم قائلاً يقول لي : حجّ فانّك تلقى صاحب زمانك. قال عليُّ ابن إبراهيم : فانتبهت وأنا فرح مسرور (١) ، فما زلت في الصلاة حتّى انفجر عمود الصبح وفرغت من صلاتي وخرجت أسأل عن الحاجِّ فوجدت فرقة تريد الخروج ، فبادرت مع أوَّل من خرج ، فما زلت كذلك حتّى خرجوا وخرجت بخروجهم اريد
__________________
ثم اعلم أنَّ عليّ بن ابراهيم بن مهزيار لم يكن مذكورا في كتب الرِّجال بل المذكور « أبو الحسن عليّ بن مهزيار » وابنه « محمد بن علي » و « أبو إسحاق ابراهيم بن مهزيار » وابنه « محمد بن ابراهيم » وكان عليّ بن مهزيار يروي عنه أخوه ابراهيم ، وكان من أصحاب الرِّضا (ع) ، ثمّ اختص بابي جعفر الثاني وكذلك بابي الحسن الثالث عليهما السلام وتوكل لهم. وكان أبو إسحاق ابراهيم بن مهزيار من أصحاب أبي جعفر وأبي الحسن عليهما السلام وفي ربيع الشيعة أنَّه من وكلاء القائم وكذا ابنه محمّد بن ابراهيم وليس غير هؤلاء من أسماء ابناء مهزيار مذكورين في الرِّجال ، هذا.
ثم اعلم أيضاً أنَّ ملاقاة عليّ بن مهزيار للقائم (ع) بعيد جداً لتقدم زمانه ففى الكافي ج ٤ ص ٣١٠ عن محمّد بن يحيى عمّن حدثه ، عن ابراهيم بن مهزيار قال : « كتبت إلى أبي محمّد (ع) أنَّ مولاك عليّ بن مهزيار أوصى أن يحجَّ عنه من ضيعة صير ربعها لك في كلّ سنّة حجّة إلى عشرين ديناراً وإنّه قد انقطع طريق البصرة فتضاعف المؤونة على النّاس فليس يكتفون بعشرين ديناراً ، وكذلك أوصى عدة مواليك في حججهم ، فكتب يجعل ثلاث حجج حجتين إن شاء الله » وهذا الخبر وأمثاله ظاهرة في موت عليّ بن مهزيار في أيّام العسكري وعدم ادراكه عصر الغيبة.
واما ملاقاة أخيه « ابراهيم بن مهزيار » مع خصوصيات ذكره من سفره وبحثه عن أخبار آل ابي محمّد عليهالسلام مع أنَّه من وكلائه فمستبعد أيضاً بحسب بعض الرويات روى الكشي باسناده عن محمّد بن ابراهيم بن مهزيار « أن أباه ابراهيم لمّا حضره الموت دفع إليه مالا وأعطاه علامة وقال من اتاك بها فادفع إليه ولم يعلم بالعلامة إلّا الله تعالى ، ثمّ جاءه شيخ فقال : أنا العمري هات المال وهو كذا وكذا ومعه العلامة فدفع إليه المال ». وهو ظاهر في كونه من سفراء الصاحب (ع). وروى نحوه الكلينيُّ في الكافي ج ١ ص ٥١٨ والشيخ في غيبته أيضاً.
(١) في بعض النسخ « فانتبهت فرحاً مسروراً ».