أحسنه ، ثمّ قال لي : أتدري من أنا؟ فقلت : لا والله ، فقال : أنا القائم من آل محمّد صلىاللهعليهوآله أنا الّذي أخرج في آخر الزَّمان بهذا السيف ـ وأشار إليه ـ فأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
فسقطت على وجهي ، وتعفّرت ، فقال : لا تفعل ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها : همدان ، فقلت : صدقت يا سيدي ومولاي ، قال : فتحبُّ أن تؤوب إلى أهلك؟ فقلت : نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح الله عزَّ وجلَّ لي ، فأومأ إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرَّة وخرج ومشى معي خطوات ، فنظرت إلى طلال وأشجار ومنارة مسجد فقال : أتعرف هذا البلد؟ فقلت : إنَّ بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسد آباذ وهي تشبهها ، قال : فقال : هذه أسد آباذ إمض راشداً ، فالتفتُّ فلم أره.
فدخلت أسد آباذ وإذا في الصرّة أربعون أو خمسون ديناراً ، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشِّرتهم بما يسرّه الله عزَّ وجلَّ لي ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدَّنانير.
٢١ ـ حدّثنا محمّد بن عليّ بن محمّد بن حاتم النوفليُّ المعروف بالكرمانيُّ قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشاء البغداديّ قال : حدّثنا أحمد بن طاهر القمّيّ قال : حدّثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيبانيُّ قال : حدّثنا أحمد بن مسرور (١) ، عن سعد بن عبد الله القمّيِّ قال : كنت إمرءا لهجاً بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها ، كلفاً باستظهار ما يصحُّ لي من حقائقها ، مغرماً (٢) بحفظ مشتبهها
__________________
(١) رجال السند بعضهم مجهول الحال وبعضهم مهمل ، والمتن متضمن لغرائب بعيد صدروها عن المعصوم عليهالسلام ، ويشتمل على احكام تخالف ما صح عنهم :. مضافاً إلى أنَّ الواسطة بين الصدوق وسعد بن عبد الله في جميع كتبه واحدة ابوه أو محمّد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد كما هو المحقق عند من تتبّع كتبه ومشيخته وهنا بين المؤلف وسعد خمس وسائط. وقد رواه الطبري في الدلائل بثلاث وسائط هم غير ما هنا.
(٢) « لهجاً » أي حريصا « كلفاً » أي مولعاً. « مغرماً » أي محباً مشتاقاً.