ابن جعفر البغداديّ قال : حدّثني الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه سدير بن حكيم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا قال : لمّا صالح الحسن بن عليّ عليهماالسلام معاوية بن أبي سفيان دخل عليه النّاس ، فلامه بعضهم على بيعته ، فقال عليهالسلام : ويحكم ما تدرون ما عملت والله الّذي عملت خيرٌ لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ، إلّا تعلمون أنّني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيّدي شباب أهل الجنّة بنصٍّ من رسول الله صلىاللهعليهوآله عليَّ؟ قالوا : بلى ، قال : أما علمتم أنَّ الخضر عليهالسلام لمّا خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً ، أما علمتم أنَّه ما منّا أحد إلّا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلّا القائم الّذي يصلّي روح الله عيسى بن مريم عليهالسلام خلفه ، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يخفي ولادته ، ويغيب شخصه لئلّا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيّدة الاماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثمّ يظهره بقدرته في صورة شابٍّ دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أنَّ الله على كلّ شيء قدير.
٣٠
( باب )
* (ما أخبر به الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام من وقوع) *
* (الغيبة بالقائم (ع) وإنّه الثاني عشر من الائمّة عليهمالسلام) *
١ ـ حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار قال : حدّثنا أبو عمرو الكشي (١) قال : حدّثنا محمّد بن مسعود قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن شجاع ، عن محمّد
__________________
(١) في جميع النسخ « أبو عمرو الليثي » بتصحيف. والصحيح « الكشي » كما في المتن أخذا من هامش بعض النسخ المخطوطة المصححة. والكشي صاحب رجال المعروف وهو من غلمان محمّد بن مسعود العياشي.