قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نشأة المدينة العربيّة الإسلاميّة : الكوفة

نشأة المدينة العربيّة الإسلاميّة : الكوفة

نشأة المدينة العربيّة الإسلاميّة : الكوفة

تحمیل

نشأة المدينة العربيّة الإسلاميّة : الكوفة

267/409
*

رؤيم (من ربيعة) (١) تمركز فيها ، وقد وضعه أبو مخنف «على أفواه سكك الكوفة التي تلي السبخة» (٢). لكن ينبغي تسجيل قدرة الجيش الذي وجهه شبيب على اختراق خطوط الحجاج ، وأن هذه الخطوط لم تقدر على منع الدخول إلى السبخة ، وسنستعرض فيما بعد النتائج الطوبوغرافية الأخرى المترتبة عن هذا النص.

في المرحلة الأخيرة من المعركة ، أعاد الشاميون الهجوم بعد أن صمدوا دون حراك وعلى الركب ، وكأنهم جدار من الرماح ، أمام الهجمات المتكررة لخيل شبيب (٣). فردّوه تدريجيا على أعقابه وقد كان يستميت في القتال. وبلغ شبيب أخيرا بستان زائدة الثقفي (٤).

أما الحجاج ، فقد تقدم واستولى على مسجد شبيب (٥). ونستنتج من السياق أن المسافة الفاصلة بين هذا المسجد حيث عيّن الحجاج نشابين ، وبين بستان زائدة لا يستهان بها ، لكنهما كانا يقعان بالمنطقة ذاتها (٦). وما لبث القوم أن نهبوا معسكر شبيب ، ويظهر أنه كان يقع قرب الجسر (٧) ، وهكذا تحدد المكان في ثلاثة مواضع مختلفة علما بأن أبا مخنف أكد عند حديثه عن المختار أنه «نزل في ظهر دير هند مما يلي بستان زائدة في السبخة» (٨) ، والمفروض أن زائدة كان من ثقيف (٩) فكان بستانه يقع إما في طرف هذه الخطة وإما في مكان خارج عنها لكنه موجود في امتدادها. وقد عمرت هذه المنطقة الشمالية الشرقية المحاذية للفرات بالبساتين (١٠) في أيامنا هذه لكن لا شك أن بستان زائدة كان يوجد بعيدا قليلا عن النهر على الحد الشمالي الغربي من السبخة.

فهل تسمح رواية عمر بن شبّة (١١) برؤية أدق لهذه النقاط الدالة؟ حقّا كان ابن شبة

__________________

(١) الطبري ، ج ٦ ، ص ٢٦.

(٢) المرجع نفسه ، ص ٢٧.

(٣) المرجع نفسه ، ص ٢٦٩.

(٤) المرجع نفسه ، ص ٢٧٠.

(٥) المرجع نفسه ، ص ٢٧٠.

(٦) المرجع نفسه ، ٢٧١.

(٧) المرجع نفسه ، والصفحة عينها : بينما كان القتال دائرا على أشده أمام مسجد شبيب أمر عتاب بن ورقاء من طرف الحجاج بقطع خط الرجعة على الخوارج في معسكرهم. فوفق في ذلك وقتل غزالة.

(٨) المرجع نفسه ، ص ٢٢. انظر ما سبق.

(٩) زائدة بن قدامة أحد أشراف ثقيف تحالف مع المختار : البلاذري ، أنساب الأشراف ، قسم ٥ ، ص ٢١٥ و ٢١٩ و ٢٤٣ و ٣٤٠ ؛ وكتاب الاشتقاق ، ص ٣٠٤. وقد ثأر له بضربة رمح وجهها لمصعب خلال معركة مسكن ، ولكن ماسينيون حدد موقع بستانه في «الحارات المنجسة من مدينة الكوفة المقدسة» : Massignon ,.op.cit.,p.٤٥ فكانت مبادرة منه أو أنه اعتمد الطبرسي النوري وهو من الشيعة المحدثين.

(١٠) الجنابي ، مرجع مذكور ، خارطة رقم ١١.

(١١) الطبري ، ج ٦ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٧٥.